الدفوف يدق ناقوس الخطر داخل البرلمان: قطاع النسيج بطنجة يحتضر
خلال جلسة لجنة بالبرلمان، أطلق النائب عادل الدفوف صرخة قوية، موجهاً كلامه إلى وزير الصناعة والتجارة، ومحذّراً من الوضع المتأزم الذي يعيشه قطاع النسيج والألبسة بالمغرب، وخاصة بمدينة طنجة التي تُعدّ من أكبر مراكز هذا النشاط الصناعي في البلاد.
في بداية مداخلته، حرص الدفوف على الإشادة بالإنجازات الوطنية في مجالات الصناعة الحديثة، خصوصاً صناعة السيارات والطيران، واصفاً ما تحقق خلال عهد الملك محمد السادس بـ“المنجزات التاريخية التي جعلت المغرب يتفوق على دول كبرى مثل الصين في بعض المجالات”. لكنه سرعان ما انتقل إلى نبرة التحذير، مؤكداً أن قطاع النسيج يعيش وضعاً مختلفاً تماماً ويحتاج إلى “إسعاف اقتصادي عاجل”.
وأوضح البرلماني أن طنجة تُعدّ المدينة الأكثر ارتباطاً بهذا القطاع، حيث يشغل آلاف العمال والعاملات الذين يعيلون بدورهم آلاف الأسر. وقال: “حين يتضرر قطاع النسيج، لا يتأذى أرباب المصانع فقط، بل تتضرر العائلات التي تعتمد عليه كمصدر عيش، منهم من عليه قروض للسكن أو للسيارة، واليوم أصبحوا في وضع لا يُحسدون عليه”.
ودعا الدفوف الحكومة إلى معاملة قطاع النسيج بالإنصاف نفسه الذي حظيت به قطاعات صناعية أخرى استفادت من برامج دعم وتحفيز، متسائلاً: “علاش ما يكونش عندنا حتى مغرب أخضر ديال النسيج والألبسة؟”. وأضاف أن العاملين في القطاع يشعرون بالتهميش رغم دورهم الكبير في جلب العملة الصعبة عبر التصدير.
وأشار البرلماني إلى أن المشكل لا يقتصر على ضعف الأجور فقط، بل يتعداه إلى نقص اليد العاملة وارتفاع كلفة الإنتاج، موضحاً أن شركات النسيج تعيش ضغطاً كبيراً بسبب “الموضة السريعة” ومتطلبات الزبائن الأجانب التي تفرض آجالاً قصيرة وعملاً مضنياً، وهو ما ينعكس على ظروف العاملين.
كما استحضر الدفوف تجارب سابقة لإطلاق “ماركات مغربية” في عهد الوزير السابق مولاي حفيظ العلمي، مؤكداً أن عدداً من المقاولات حاولت المضي في هذا الاتجاه لكنها واجهت عراقيل بسبب جائحة “كوفيد-19” وإغلاق الحدود، ما أدى إلى إفلاس بعضها وتراجع أخرى عن الاستثمار.
وفي ختام كلمته، شدّد الدفوف على أن المسؤولية لا تقع على عاتق الوزير وحده، بل هي مسؤولية مشتركة تستدعي رؤية وطنية لإنقاذ قطاع النسيج المغربي، داعياً إلى دعم المقاولات المصدّرة وإعادة الثقة للعاملين بهذا المجال. وقال بنبرة حزينة: “اليوم، ثلاث شركات في طنجة أقفلت أبوابها في أسبوع واحد، وهذا لم يحدث من قبل. نحتاج تدخلاً حقيقياً قبل أن يفقد آلاف المغاربة مصدر عيشهم”.


