عادة ما كان الصحفيون يتعرضون لمضايقات من قبل عناصر القوات العمومية خلال تغطيتهم لتظاهرات احتجاجية، بل أن تصوير رجال الأمن مباشرة كان يؤدي أيضا إلى الاعتقال مباشرة.
اليوم نرى عدسات الكاميرات والهواتف تكاد ترافق الموقوفين إلى مخافر الشرطة، بل لم يعد الصحافي في حاجة إلى التصوير بعدما صارت كافة الوقفات تنقل مباشرة من قبل كل من يحضرونها، وبعض المنتمين للصحافة أصبحوا بدورهم يحملون هواتفهم ويطاردون كل لقطة قد تخلق البوز، سواء تصريح أو حدث، المهم أن يغلب عليه طابع الإثارة. كما البعض الآخر يتمنون لو يتم منعهم ليصبحوا “ضحايا” حرية الصحافة، في الوقت الذي تغيب فيه التغطية المهنية الاحترافية من قبل ممثلي جل المنابر،
باعتبار أن ممارس مهنة الصحافة مقيدة بقواعد مهنية وأخلاقية عكس من يبحث عن البوز فقط، فأن تعطي الميكروفون لشاب مقرقب أو تتصيد لقطة وتقدمها هدية لمن يسعى لترويع الناس أو لتشويه صورة البلد، ليس بعمل صحفي، في الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام الدور المنوط بالصحافة في نقل ما يجري انطلاقا من وقائع ومعطيات وشهادات تعكس وجهات نظر مختلفة في سبيل تقريب المتابع من الحقائق، التي من شأنها إحداث التغيير المطلوب وفق قناعات واضحة، بدون مزايدات، ففي نهاية المطاف يجب التعامل مع واقعنا بوجه مكشوف وبخطاب صريح لاستعادة المصداقية المفقودة بيننا..