مرت سنة وخمسة أشهر على تعيين يونس التازي واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة، وخلال هذه الفترة، كلما راج الحديث عن إجراء تغييرات في صفوف الولاة، يتم طرح اسمه قبل غيره على رأس لائحة المعنيين بالرحيل، وتارة يتم إلحاقه بالداخلية، وتارة أخرى يرشح لولاية جهة أخرى، ومؤخرا تم ترشيحه لتولي منصب مهم بالوزارة، وكل ذلك لا يهم بقدر ما يتم التركيز على موعد مغادرته طنجة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام بالجملة، خاصة وأن مثل هذه الأخبار تبقى “منعشة” بالنسبة للبعض، ولكي تحظى باهتمام الساكنة يتم ربطها بحالة الركود وتعثر بعض المشاريع السكنية وعدم تواصل الوالي والتشكيك في قدرته على مواكبة أوراش المونديال…، والحال أن السر يكمن أساسا في فقدان الاحساس بالانتعاش لدى من كانوا ينتعشون لدرجة أن اعتقدوا أن دوام الحال ليس من المحال، وكثيرا ما اعتاد البعض على البقاء بالقرب من أي مسؤول جديد، ويسعون لإشراكه في “أكلهم” ليعم الخير على الجميع، وبمجرد ما يرحل يتحدثون عن “فساده”.
وللأسف دائما ما نركز على الشخص، في الوقت الذي لا يجب فيه الارتباط بما هو عابر والاهتمام بفكرة مأسسة المكاسب في بناء الاستمرارية، وهو ما يجعل معالم التدبير والتسيير بالمدينة والجهة مرتبطة بعقلية المسؤول ومزاجه ومدى تأثره بعوامل الانجراف والسيولة..، لأننا في الواقع لا نريد التغيير الذي يضر بمصالحنا الخاصة، ونكتفي بشعار المصلحة العامة للوصول إلى ذلك التغيير كما نريده باسم الحق الذي يراد به الباطل.