كيف كان حال أغلب سكان طنجة في العهد الدولي الاستعماري؟؟؟
بقلم : عبد الواحد البقالي الله وليه
يتشدق كثير من الناس غير الباحثين أن طنجة خلال العهد الدولي كانت تشهد ازدهارا كبيرا ورفاهية تامة وتقدما منقطع النظير، استفاد منه السكان المحليون استفادة كبيرة وعاشوا على ما اطلق عليه ب “الزمن الجميل”
ولتلميع الصورة المشرقة لهذه المرحلة الاستعمارية البغيضة يستند هؤلاء الى ألبومات أجنبية من الصور الفوتوغرافية الجميلة وعلى فيديوهات جذابة وقصيرة تؤرخ لمدينة طنجة في عهدها الدولي وخاصة في مرحلتها “المزدهرة” ، او ما كانت تعتبرته الأوساط الصحافية الاجنبية آنذاك ب”العصر الذهبي” للمنطقة الدولية والممتدة من( 1946و 1952).
وتتضمن الوثائق المنشورة صورا لمؤسسات عمومية كبيرة ومنتزهات جميلة وفنادق واقامات راقية وعمارات شاهقة وشوارع وأحياء نظيفة وأماكن رياضية راقية وساحات عمومية واسعة وشخصيات وأعلام مشهورة … وفعلا كانت كذلك بالنسبة للمستوطنين الاجانب وبعض اليهود وقلة من الاعيان المحميين.
اما أغلب سكان طنجة او ما ما كان يطلق عليهم ب”الاهالي” (Indigènes ) ، لم يستفيدوا من هذا الازدهار وهذا “العصر الذهبي”لا من قريب أو بعيد ، ولم يكونوا يعيشون في الرفاهية والرخاء والأمان كما يدعي البعض !!!
فعندما نستنطق الوثائق ونحاور الناس الذين عايشوا المرحلة يتبين العكس من ذلك تماما ، حيث ان الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي كان عليه اغلب سكان طنجة كان مزريا ومترديا ولم يكن زمنا جميلا بل زمنا صعبا بالنسبة إليهم باستثناء بعض المحميين والسماسرة والتجار الكبار وبعض العائلات العريقة بطنجة وأعضاء المخزن المغربي !!!!
يشير المرحوم الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني في مؤلفه “من طنجة الساحرة الى طنجة العفنة” :
” ان الملصقات المنشورة في الصحافة المحلية بالاسبانية والفرنسية المتعلقة بفضاءات الفرجة الاجنبية كانت تبرز بشكل فانتازي وغرائبي “جوهرة” متوسطية و”تحفة” ثقافية ترتدي حلة استعمارية هجينة… لا سيما وان الاخطبوط الراسمالي اليهودي العالمي مهيمن عليها في مغرب الحماية الممزق .كانت هذه الصورة اللامعة تدغدغ الشعور الوطني المغربي وترج مشاعر الطنجي البروليتاري”
لقد ذاق اغلب الطنجيين طعم المرارة والهم والغم والفقر فاصبحوا خائبي الامال محطمي الاحلام في ظل نظام استعماري بغيض.
وللموضوع بقية نتركها للحلقات القادمة بحول الله