تسريب امتحان علوم الحياة والأرض يهز جهة طنجة تطوان الحسيمة: ارتباك، تساؤلات، ودعوات لإصلاح المنظومة
أثناء فترة الزوال، وبينما كان يتصفح هاتفه، لاحظ أستاذ متقاعد تداول ورقة امتحان مادة علوم الحياة والأرض الخاصة بالسنة الثالثة إعدادي، على منصات التواصل الاجتماعي. ظنّ في البداية أن الأمر لا يعدو أن يكون خدعة معتادة من تلك التي تنتشر كل موسم، لزرع البلبلة بين التلاميذ. لكن دقائق قليلة كانت كافية ليتأكد أن الورقة المتداولة هي نفسها موضوع الامتحان الرسمي الموجه لتلاميذ ابمسار الدولي باللغة الفرنسية والذي لم يكن قد انطلق بعد.
الامتحان، المقرر في الساعة الثالثة بعد الزوال، بدأ تسريبه منذ الساعة الواحدة و25 دقيقة، حيث تم تصويره عبر هاتف نقال ربما من داخل أحد مراكز الإمتحان، وتم تداوله بسرعة في مجموعات في وات آب وتيليغرام تضم تلاميذ وأولياء أمور. وأكدت مصادر مطلعة أن أصابع الاتهام تتجه إلى عضو من أعضاء لجنة كتابة الامتحان، ما يشير إلى اختراق حصل في مرحلة ما قبل توزيع المواضيع أو خيانة للأمانة.
وبينما تزايدت مظاهر الارتباك داخل عدد من العائلات، لوحظ أن بعض التلاميذ دخلوا القاعات وهم يتهامسون بالأجوبة، خاصة في صفوف من اعتادوا على الاعتماد على التسريبات. الأسوأ أن بعضهم غادر القاعة بعد مرور فقط نصف المدة الخاصة للامتحان رغم ان امتحان علوم الخياة والارض يتطاب جهدا وتركيزا وصياغة دقيقة وصحيحة للأجوبة، مما. .
في ظل هذه التطورات، تساءل العديد من أولياء الأمور عن سبب عدم تفعيل الامتحان الاحتياطي، خصوصاً أن لجان إعداد الامتحانات تقوم عادة بوضع اختبار بديل يُحتفظ به تحسباً لحالات التسريب. “لماذا لم يتم استبدال الامتحان فوراً، ما دامت هناك نسخة احتياطية؟”، يتساءل أحد الآباء، مضيفاً أن التأخر في اتخاذ القرار منح وقتاً كافياً لتلاميذ مطلعين على التسريب للاستفادة منه، على حساب زملائهم الذين اجتهدوا طيلة السنة.
في المقابل، طالب فاعلون تربويون بإصلاح شامل لمسطرة تأمين الامتحانات، خصوصاً في مرحلة التوزيع، واقترحوا اعتماد نظام جديد يقوم على أظرفة صغيرة لا تُفتح إلا داخل القاعة المحددة لها، بحضور كامل لأعضاء الطاقم التربوي، مما يقلل من فرص التسريب ويوفر مستوى أعلى من النزاهة.
الوزارة الوصية مطالَبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بتحديد المسؤوليات، وترتيب الجزاءات اللازمة، ليس فقط لمعاقبة المتورطين، بل أيضاً لاستعادة ثقة التلاميذ والأسر في مصداقية الامتحانات، وصوناً لمبدأ تكافؤ الفرص الذي يُفترض أن يشكل حجر الزاوية في المدرسة العمومية