قد لا تصدق ، ولكن طنجة تحولت إلى مدينة العجائب ، تنقصها أليس ، أما الأقزام فيها فعددهم لا تحده سبعة ، ليسوا أقزام الحجم ، هم أقزام الفكر و الحس الجمالي و منطق المنفعة العامة ، عمالقة الجشع و التخريب و تبرير كل مصلحة مالية .
المدينة كانت بعجائبها تفتخر ، هرقل و أهله ، نوح و صحبه ، لكنها منها عادت تستعر ، الجائحة كشفت أحقر ما فيها ، تسابق نحو المنافع الخاصة و إنكار لحق أهل المدينة ، يكفي دليلا مايقع لما تبقى فيها من أشجار يتيمة ، بحت أصوات تستنكر و لا آذان تسمع ، ليلا ونهارا جهارا ، يتواصل إجتثاث الأشجار في كل مكان ، إنها العدو لهم ، بعد أن كان الحرق الخفي و سيلتهم ، ماعادوا عن ستر يبحثون ، أما عن فضائح النخيل الهجين ، دجاجة بيض الذهب ، في شوارعنا فحدث ولا تسل .
آخر عجائبنا التي ينكرها علينا كتاب الغرائب في الخرائب ، بنايات منكرة ، تتسرطن في عرض البحر مانعة آخر مصادر النفس على أهلنا ، بعد أن أنهكتنا السلطات زمن الجائحة إغلاقات لكل النوافذ ، و طبعا السؤال ، أصبح بحجم الفضيحة ، و لا ينتهك سرا ، فكل صغير في المدينة يعرف ، أنها أي مدينته وليمة مشاع لكل الجشع ، صغيره وكبيره وكل يغرف على قدر مغرافه و سلطته ، أعيانا الصراخ و أنهكنا الاحتجاج ، و تخشبت أصابعنا تنقر ، أن إرحموا هذه المدينة و أهلها الكرام ، فيكون الجواب ، مزيدا من هوس الانتهاك ، بالقانون ودونه ، فوق الطاولة وتحتها ، حد إستنزاف أصواتنا المبحوحة ، فما عاد لنا من سلاح ، إلا صخب الصمت ، وضجيج اللامبالاة ، و حب حياة لا نستطيع لها سبيلا .
mohamed_elghoul@hotmail.com