إعلان عمل بزاكورة لشركة “كابلاج” بطنجة يخلق الجدل
مدينة طنجة كغيرها من المدن تعاني من البطالة في صفوف شبابها، حيث حلت جهة طنجة تطوان الحسيمة؛ في المرتبة الخامسة ضمن قائمة جهات المملكة؛ من حيث عدد الاشخاص العاطلين؛ بحسب بيانات تقرير رسمي صادر عن المندوبية السامية للتخطيط؛ حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الاول من سنة 2022.
وفي حين يجب على الجميع الالتزام بتضافر الجهود لإيجاد كل لمشكل البطالة بالمدينة، تجد بعض الشركات تعمق من جراح شبابها بتوظيف اليد العاملة من خارج المدينة. مناسبة هذا الكلام، إعلان عن فرص شغل من طرف الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات (Anapec) بزاكورة، لفائدة شركة لتركيب كابلات السيارات (Cablage) تتواجد بطنجة، وكأن اليد العاملة بطنجة شحيحة جدا، حتى اضطرت الشركة للبحث عنها في زاكورة.
وما زاد من غرابة الإعلان الذي اطلعت عليه جريدة لاكرونيك، والذي يحمل طابع الوكالة الوطنية لانعاش الشغل والكفاءات بزاكورة، هو أنه يحدد كوطة الإناث والذكور اللذين سيتم توظيفهم براتب لا يتعدى الحد الأدنى للأجور (SMIG)، محددا نسبة الإناث المواد توظيفهم في 80 بالمائة بينما الذكور لا تتجاوز 20 بالمائة.
وعبّر مختلف الشباب الذي تحدثوا إلينا عن معاناتهم مع البطالة، وعدم وجود فرص عمل لائقة تكفل لهم حياة كريمة، وهشاشة الوضع، أمام حيف بعض الشركات التي ترفض توظيف الشباب القاطن بطنجة.
عبد الله ا. (24سنة) يقول أن هذا الإعلان هو أحد مظاهر استغلال أبناء المناطق الهشة والضعيفة، مثل منطقة زاكورة، التي يعرف أبناءها بالتفاني في العمل والصبر، “ضروري أنه يطمع فيها شركات استغلالية مثل شركات الكابلاج”.
أشرف ب. (26 سنة)، يقول هو الآخر أن “هذشي علاش الواحد فهاد الوقت يتعلم شي صانعة لي يصوڤي بيها الحياة”، أما شركات الكابلاج فستفني حياتك فيها مثل العبد ويوم تمرض ستجد أن الشركة قد عوضتك بشخص آخر، و “نتا سير حتى نعيطولك”.
نسيبة أ. (33 سنة)، أخبرتنا هي الأخرى
أنه بغض النظر عن هذا الإعلان، فذه الظروف توجد في الواقع المعاش يوميا، حيث أن أبناء المدن الصغيرة واللذين يعيشون وضعية صعبة، سيرضون بظروف العمل القاسية دون أي شكوى، لكن شباب مدينة كبيرة مثل طنجة سيعارض وسينخرط في نقابة ويطالب بالزيادة في الأجور والعطل وغيرها، وهذا لا يعجب أصحاب الشركات.
محمد ب. (31 سنة)، يرى أن المشكل ليس في مكان الشركة، المشكل أنهم يطلبون 80 بالمائة نساء ومن مدينة زاكورة، لأنهم يريدون استغلالهم بملغ بخس، أما مسألة شباب مدينة طنجة أو غيرها فهو موضوع لا يصح النقاش فيه فكلنا مغاربة وكلنا واحد لا فرق بيننا.