تهم ثقيلة تلاحق كولونيلات وضباط بالدرك الملكي أمام جرائم الأموال
أكد موقع «الأخبار» عن مصادر جيدة الاطلاع أن المحكمة الابتدائية بالرباط قررت، أول أمس الاثنين، تأجيل مناقشة ملف غسيل الأموال الذي يتابع فيه 24 دركيا، بينهم مسؤولون كبار برتبة كولونيل ماجور وكولونيل وأطر دركية برتب مختلفة، بتهم تتعلق بالارتشاء والمشاركة في التهريب الدولي للمخدرات.
وأكدت مصادر الجريدة أن الهيئة القضائية المسؤولة عن الملف اضطرت لتأجيل المحاكمة إلى شهر ماي القادم، من أجل البت في النقض الذي تقدم به أربعة دركيين إلى محكمة الاستئناف بالرباط، حيث يرتقب أن تشرع الهيئة القضائية بغرفة جرائم الأموال الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط في محاكمتهم مجددا بعد قبول طعنهم في الأحكام الصادرة في حقهم ابتدائيا والتي تم تأييدها أو مضاعفتها استئنافيا. وتتوقع مصادر متتبعة للملف إمكانية حسم مرحلة ما بعد النقض بالنسبة للدركيين الأربعة المعنيين في أقرب وقت ممكن، أو عزل ملفهم عن باقي الدركيين الذين يبلغ عددهم 20 مسؤولا رفضت محكمة النقض ملتمسات الطعن الخاصة بهم، وذلك حتى يتسنى للهيئة استكمال مجريات المحاكمة المتعلقة بغسيل الأموال.
وكانت الهيئة القضائية المختصة في البت في ملفات غسيل الأموال بالمحكمة الابتدائية بالرباط أجلت، قبل ثلاثة أسابيع، نفس الملف بسبب عدم حضور كولونيل ماجور متابع في الملف وسبقت إدانته بسنتين حبسا في حدود سنة موقوفة التنفيذ، كما أمر رئيس الهيئة بإحضار كولونيل مدان بست سنوات سجنا من المعتقل، وهو المسؤول الوحيد الذي لازال قيد الاعتقال، بعد أن غادر حوالي 21 متهما من الدركيين برتب مختلفة السجن، بعد قضاء عقوباتهم السجنية.
وأكدت مصادر «الأخبار» ذاتها أن الدركيين المتابعين في جريمة غسل الأموال، وبينهم خمسة كولونيلات، سبقت إدانتهم استئنافيا بأحكام وعقوبات سجنية تراوحت بين سنتين وست سنوات، وبلغت في مجموعها حوالي 76 سنة سجنا نافذا، عوض 61 سنة سجنا التي كانوا أدينوا بها ابتدائيا سنة 2019، قبل أن يجدوا أنفسهم مرة أخرى أمام القضاء بتهمة بالغة الخطورة تتعلق بغسل الأموال التي تعني وفق اتفاقية فيينا لعام 1988 في مادتها 3.1 «تحويل الأموال أو نقلها مع العلم بأنها مستمدة من جريمة أو جرائم، بهدف إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع للأموال، أو قصد مساعدة أي شخص متورَط في ارتكاب مثل هذه الجريمة أو الجرائم على الإفلات من العواقب القانونية لأفعاله».
وكانت النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالرباط أصدرت أوامرها للفرق الأمنية المختصة بمصالح الفرقة الوطنية للدرك الملكي للأبحاث القضائية والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل فتح بحث قضائي دقيق حول شبهة غسل أموال منسوبة لمسؤولين كبار في الأمن الوطني والدرك الملكي متابعين في قضية مخدرات رفقة بارونات كبار، وهي القضية المثيرة للجدل التي توبع فيها حوالي 70 شخصا بينهم كولونيلات في الدرك وعمداء أمن في ملفين منعزلين، قاسمهما المشترك هو التورط مع نفس البارونات وشبكات الاتجار الدولي في المخدرات.
وبالتزامن مع متابعتهم بمحكمة جرائم الأموال، طاردت أبحاث أخرى أنجزتها فرق البحث المختصة بالقيادة العليا للدرك شبهة غسل الأموال بين ثنايا أرصدتهم المالية وعقاراتهم وممتلكاتهم بالداخل والخارج، حيث أنجزت تحريات وخبرات ومراجعات دقيقة لمعاملاتهم المالية على مدى السنوات التي دبروا فيها المسؤولية بمواقع تمتد بين محور العرائش المضيق ثم الدار البيضاء وأكادير .