مشاهد أولى أيام رفع الحجر الصحي
يوسف شبعة الحضري
المشهد 1 :
بقدر ما تشدك النجمات الحمراء متمنطقة بخصر هضبة الحافة، بعد دك المنازل وغرس الشجيرات مكانها، بقدر ما يدهشك الوزن الزائد للأشخاص (رجالا ونساء) الذين يمارسون الرياضة على الجانب الأخر من الرصيف المطل على البحر، بعضهم يبدو كطفل يتعلم المشي لأول مرة، يحتاج إلى من يستند إليه على طول صفا ومروة المرقالة، غير بعيد عن “للا جميلة” دشن خمسيني أول خروج له بكسر في كاحله الأيمن
المشهد 2:
يسابق عون السلطة بدراجته النارية الريح على طول طريق المرقالة، تحسبا لمن تسول نفسه السباحة في مياه المتوسطي، رغم المراقبة الأمنية على طول الشريط البحري
المشهد 3:
اعتقال خمسة شبان يسبحون بشاطئ مرقالة
المشهد 4:
عودة بعد الأحياء الشعبية إلى نشر الأحذية الرياضية والكلاسيكية فوق الأسلاك الضوئية إعلانا برفع الحجر عن استهلاك ” الحشيش”
المشهد 5:
بعد يوم واحد من رفع الحجر الصحي، بالكاد تعثر على مكان تركن فيه سيارتك، ما إن تجد فرجة بين سيارتين بعد مخاض عسير، ينبهك مؤشر لوحة السيارة بضرورة الإسراع إلى أقرب محطة للتزود بالبنزين
المشهد 6:
عمال “صوماجيك” لم يخلفوا موعدهم في أول يوم من الحجر الصحي، كانوا على استعداد تام لعقل سيارات المواطنين
المشهد 7:
في الوقت الذي لم يغب عمال “صوماجيك” عن شوارع طنجة، غابت لجن التحكيم التي تشغل كراسي المقاهي على طول شارع محمد الخامس، كثير من حالات التسلل لم تجد من يرفع في وجهها راية التسلل
المشهد8:
على عكس رواد الفيسبوك الذين كانوا يضربون لأصدقائهم مواعد مرتبة للفطور والغداء والعشاء طول فترة الحجر الصحي، كسرت ليلى هذه المواعيد الافتراضية، وذهبت تحمل إكليلا من الريحان وماء الزهر لتهرقه على قبر أمها التي ماتت من جراء فيروس كورنا اللعين بمقبرة المجاهدين، دون أن تحظى بشرف تقبيلها
لم تفرط في الورقة ( رقم قبر أمها) التي تسلمتها من عون السلطة الذي يسابق الريح، بقيت تدسها في ثديها منذ ماتت والدتها، تستفيق مفزوعة ويدها على صدرها خوفا من ضياعها، في طريقها لزيارتها، كانت تسرق النظر إلى رقم القبر، متلهفة لمعانقة شاهد قبر أمها، قبل أن تنزل من الطاكسي قرأت بخط دموي ركيك بجدار المقبرة “ممنوع زيارة الأموات “
المشهد 9:
ليلى تتصل بي قائلة قرأت إعلانا لحانة تعلن على صفحتها بالفيسبوك عن افتتاحها غدا، متسائلة إن كانت عدوى فيروس كورونا تنتقل بين الموتى وزوارهم