طنجة وكابوس الحجر.. بؤر صناعية والسلطات تحجر على الأحياء ؟
عبد الله الغول
ما فتأت ساكنة طنجة أن تنفست الصعداء، بعد قرارات تخفيف تدابير الحجر الصحي ورفع الحواجز عن شوارع المدينة، حتى عادت السلطات العمومية بقارارات تشديد واحد بعد آخر. فبلاغ وزارة الداخلية الأول أورد أن الحجر سيشمل أحياء بعينها، مثل مسنانة، وحي بنكيران ومغوغة و الجيراري و مرس الخير. حيث ستقفل الملات التجارية على الساعة الثامنة وستفرض رخص التنقل الاستثنائي.
لكن، وفي نفس الليلة وعلى بعد سويعات فقط وفي وقت متأخر من الليل، صدرت قرارات أخرى من طرف السلطات العمومية، يقضي بإعادة الحجر على طنجة بكاملها وليس أحياء بعينها فقط، وأيضا إقفال محطتي القطار والطرقية.
حجر جديد واحتجاجات
ما إن أشرق نور شمس صباح جديد على طنجة، حتى كان أصحاب صالات الرياضة و محلات تجارية أخرى، ينددون بقرار الحجر على المدينة من جديد. إذ أنهم ذاقو ذرعا بإغلاق محلاتهم وترك قوتهم اليومي دون أي نتيجة، فحالات “كورونا” مازالت تتزايد يوما بعد يوم وحالات الوفاة بطنجة باتت تقلق.
مباشرة بعد الاحتجاجات والتنديد، أتت أصداء جديدة من بناية الولاية، هذه المرة تستتني مدينة طنجة من إقفال المحلات التجارية والفضائات العمومية وغيرها من إقفال أبوابها على الساعة الثامنة والاستمرار في العمل إلى غاية منتصف الليل، وتبقي على مقاطعة بني مكادة فقط تحت قيود الحجر، أكبر مقاطعة بطنجة من حيث المساحة والتعداد السكاني.
طنجة والبؤر الصناعية
تباينت التحليلات في أسباب فرض قيود الحجر على طنجة من جديد، فبلاغ الداخلية برر الأمر بكون ساكنة العديد من الأحياء لا تلتزم بإجراءات الوقاية. وآخرون برروا الأمر بتكاثر البؤر المهنية والصناعية.
لكن أسئلة كثيرة تطرح نفسها، فإقفال المقاهي والطرق يفتح القوس، حيث أننا لم نسمع ببؤر وبائية مصدرها مقهى أو صالة رياضية. لكن أصداء مصانع، تصنع فيروس “كورونا” كل يوم، تشير إلى أن العديد من أصحاب المصانع والمقاولات لا تلتزم بإجراءات السلامة المسطرة ومع ذلك لا تتخد في حقها أي إجراءات.
حواجز إسمنتية
ما إن صدر قرار الحجر الصحي على طنجة من جديد، حتى كانت السلطات سباقة في إعادة الحواجز الإسمنتية على مداخل الأحياء وعدد من الشوارع، إجراء أثبت فشله في عز الأزمة الصحية. وكأن الحواجز الإسمنتية ستمنع المواطنين من مغادرة الأحياء، أو ربما ستمنع “كورونا” من دخولها، فالشيء الوحيد الجلي الذي حققته الحواجز وبإجماع الكلّ هو إكتضاض شوارع المدينة وتعطيل حاجيات المواطنين، ومرات كثيرة تعطيل مرور سيارات الإسعاف حتى، التي تعلق في الزحام الخانق الذي يسببه إغلاق عدد من الشوارع.
“بني مكادة” ترفض الحجر
ما إن شرعت السلطات في إقفال المحلات بطريقة ترهيبية، على مستوى مقاطعة بني مكادة، حتى انتفضت الساكنة والتجار. الكل يرفض قرارات وصفها السواد الأعضم من رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالعشوائية. عدد كبير من ساكنة أحياء مقاطعة بني مكادة وتجار السوق الرئيسي بالمقاطعة، خرجوا للشارع رافضين الانصياع للحجر عليه من جديد.
محطتي القطار والطرقية تعودان للعمل
قررت سلطات طنجة اعادة فتح كل من المحطة الطرقية لطنجة ومحطة القطار، ابتداء من منتصف هذه الليلة، بعد صدور قرار برفع الحجر الصحي الذي فرض ليلة أمس على عاصمة البوغاز. وذلك في أقل من 24 ساعة على قرار توقف العمل بالمحطتين والهلع والفوضى التي خلفها القرار، حيث أن الكثير من المواطنين تعطلت أعمالهم بسبب عدم قدرتهم على السفر، وآخرون خافوا من عدم تمكنهم من قضاء عيد الأضحى مع عائلاتهم.