ديناصور “الأشواك المترية”.. اكتشاف عالمي مذهل بالمغرب
أعلن فريق بحث مغربي–بريطاني عن اكتشاف استثنائي في قلب الأطلس المتوسط، قرب بولمان بجهة فاس-مكناس، يتمثل في ديناصور مدرع وُصف بأنه “أغرب ديناصور في العالم”. هذا الكائن الذي عاش قبل نحو 165 مليون سنة، أُطلق عليه اسم Spicomellus afer، ويُعتبر أقدم أنكيلوصور معروف وأول ما يُكتشف من هذه الفصيلة في القارة الإفريقية.
وتشير الدراسة المنشورة في مجلة Nature إلى أن هذا الديناصور امتلك أشواكًا عظمية ضخمة بطول يقارب المتر، ملتحمة بجسده ومحيطة بعنقه في طوق دفاعي فريد، بالإضافة إلى أسلحة ذيلية بدائية. وهي سمات لم تُسجل من قبل لدى أي حيوان، سواء كان حيًّا أو منقرضًا، ما يجعل الاكتشاف يقلب كثيرًا من المفاهيم حول تطور الأنكيلوصورات.
ويرى الباحثون أن هذه التشكيلات العظمية لم تكن وسيلة دفاعية فقط، بل ربما استُعملت في السلوكيات الاستعراضية لجذب الشركاء أو إخافة المنافسين. المثير أن الأنواع اللاحقة من الأنكيلوصورات فقدت هذا التعقيد في دروعها، مكتفية بأشكال أبسط وأكثر نفعًا في مواجهة المفترسات الكبرى التي ظهرت في العصور اللاحقة.
ويُبرز الاكتشاف الجديد الدور المهم للسجل الأحفوري المغربي في إعادة رسم خريطة تطور الديناصورات، ويعزز مكانة بولمان كمنطقة غنية بالأسرار العلمية. فبعدما بدأ الوصف الأولي عام 2021 انطلاقًا من ضلع واحد فقط، جاءت الحفريات الحديثة لتكشف صورة متكاملة عن هذا المخلوق الغريب بفضل عمل ميداني استمر لسبع سنوات.
ويجري البحث ضمن تعاون علمي بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والمتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي، يهدف إلى تكوين الباحثين الشباب وحماية التراث الطبيعي للمغرب. كما يخطط الفريق لإنشاء جيوپارك ومتحف إقليمي للتاريخ الطبيعي تحت إشراف اليونسكو، بما يضمن تثمين هذه الثروة الأحفورية الفريدة وربطها بالتنمية المحلية.