نريد أن نفهم … نريد متاريس افتراضية
لا شيء تريد ساكنة طنجة غير أن تفهم ما يجري حولها،من باب ليطمئن قلبها مع إيمانها الراسخ بضرورة الرضوخ لقواعد الحجر الصحي حفظا للنفس والمال، وحتى تستوعب ما يدور حولها في ظل هيمان الشائعات والقيل والقال، وكثرة الصفحات الفيسبوكية التي تغذيها بحثا عن “الجيمات” ومتتبعين جدد.
في ظل هذا الوضع نجد الطرف الأخر يلتزم الصمت منذ الوباء، ممعنا السير على نفس السياسة التي انتهجها بل أجادها منذ ظهور الوباء وهي سياسة ” اللا تواصل” رغم أننا في حرب مستعرة مع العدو منذ منتصف شهر مارس وإلى اليوم
كان على من يجدف بالسفينة مصارعا أمواج إعصار ” كرونا” أن يخرج ببيان ليوقف هذا العبث، الذي ينفث مزيدا من ” اللاطمأننية” في صفوف الساكنة، فإذا كنا كمتتبعين للشأن محلي حذو الحافر على الحافر حتى إذا دخل الشأن المحلي جحرا تبعناه، أصابنا الدوار من كثرة القرارات التي تموج على مواقع التواصل الاجتماعي، فما بالك بمن هو في منأى عن صداع الرأس وتتبع الضب في جحره.
فمثلا تداولت أكثر من صفحة زرقاء خبر إغلاق سوق كسبارطا لمدة أسبوعين، وهو الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم، تماما مثل خبر إغلاق مقهى حنفطة، الكارثة الكبرى أن بعض المواقع الإخبارية بدورها تسارعت ونشرت الخبر بحثا عن داء العصر الذي يحتاج بدوره إلى مصل وهو البحث عن عدد الجيمات على حساب “ اللاطمأنينة“ وبالمناسبة للكاتب البرتغالي فرناندو بيساو كتاب بالعنوان نفسه ” اللاطمأنينة”
لكن لو كان هؤلاء العاشقون للكم “الخبري” على حساب الكيف، حركوا هواتفهم بل فقط نقبوا بين ركام الصفحات الفيسبوكية التي تتكلم بلسان تجار السوق عن المزيفة منها،ما كان ليقع ما يقع ويخرج أحد تجار السوق مهددا باللجوء إلى القضاء لأن هذه الصفحات تهدد أمن أسرهم وتزيد من مآسي التجار، نفس الشيء حصل بمقهى “حنفطة“وألصقت التهمة بفيروس كرونا في حين القضية مجرد تهافت أهل النعمة الجدد على الاقتتال فيما بينهم حول الفضاء المجاور للمقاهي أو ما يعرف ب “كمابو د الأشجار”
نفس الشيء ينطبق على جل القرارات التي تم اتخاذها،منها مثلا بيان من قبل جمعية أرباب المقاهي تدعو إلى إغلاق المقاهي مع السادسة مساء وأخرى تكذب، في حين تراقب الجهات المعنية هذا التراشق بالبلاغات وسط صمت مهيب مريع
يجب أن تضع السلطات المعنية، متاريس وحواجز افتراضية، لتوقف زحف هذا العبث العظيم لأنه يساهم في نفث ” اللاطمأننية” ويعطي صورة مربكة عن من يدير دفة هذه الأزمة وما خروج تجار بني مكادة ضدا على قرار إغلاق محلاتهم التجارية إلا بسبب فقدانهم الثقة في القبطان الذي يتولى قيادة سفينة اسمها ” طنجة”
عصارة الكلام، يجب التعامل مع طريقة إصدار البيانات بمهنية، حتى لا تفقد البلاغات هيبتها وحينها يبقى كل شيء مشرع على المجهول