أصول قاتل الطفل عدنان تفتح باب جهنم على الوافدين نحو مدينة طنجة
فتحت قضية الطفل عدنان وأصول قاتله “القصراوية” أي المنحدر من مدينةالقصير الكبير، (فتحت) الباب على مصراعيه أمام كره وتهجم على المدينةوكل قادم منها نحو طنجة، وكرست العنصرية تجاه كل الوافدين على المدينة بمنصات التواصل الاجتماعي و العالم الافتراضي.
العالم قائم على ركيزتين متناقضتين، الخير والشر، والصالح والطالح، وجميعالمدن قائمة على نفس الركيزتين، فلن تجد في أي مدينة الصالح دون الطالحوهناك دائما استثناءات، فالخير فطرة والشر بدعة. ومع أن بعض أبناء مدينةالقصر الكبير وغيرها من الوافدين على طنجة، أحيانا يساهمون في الدرجةالأولى في تسويد صورة المدينة أكثر مما هي عليه، يساهمون بشكل أو بآخرفي زيادة الوضع تقهقرا وتراجعا وهم يدفنون كل شيء جميل في المدينة ويحيون كل قبيح. إلا أن المدينة تبقى أكثر من فرد أو أفراد، فالمدينة تحويآلاف الساكنة وكما أن الرحم يلد الصباغ والدباغ كذلك أي مدينة فيهاالصالح والطالح، ولربما علينا أن نقرأ أكثر على مزاياها ومزايا ساكنتها،وأقل عن أخطاء بضعة أفراد منهم.
“لاكرونيك“ كما عودت قراءها الكرام، نزلت إلى الشارع الطنجاوي وحاورتساكنته حول هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي يجب دراستها مع العملعلى إيجاد حلول آنية لمعالجتها، واستقت لكم الآراء التالية.
محمد ب. منحدر من مدينة القصر الكبير، أخبرنا أن حب المدينة كحب الأمفكلاهما يحضنون أبناءهم كيفما كانوا، قليلا منا لا يعرف أن مدينتنا تحس وتتألم و تفرح و تبكي مثلنا، ربما لا يعرفون أن المدينة ليست أسمنت و كفىوليست شوارع وليست إنسان .. المدينة هي تاريخ كتب من زمان بمداد منذهب، هي عادات وتقاليد ، وليست شخصا لوحده أو حفنة أشخاص ارتكبواإثما أو جريمة. مدينتي هي أنا و عائلتي وأصدقائي وعائلاتهم وأشخاص لميشاركوا في هذه الجريمة البشعة ولا في أخرى، ولا ذنب لنا فيها.
أما منعم ج. فارتأى أن مدينة القصر الكبير أحببنا أم كرهنا، لا تصدر شيئافي مدن طنجة والنواحي سوى الإجرام والمجرمين. وتابع منعم قائلا أن الأمرليس بعنصرية عندما يكون حقيقة وواقعا معاش، وأنه لا يحاول مهاجمةالمدينة أو ساكنتها بل فقط يذكر يراه ويسمعه يوميا، فالأمر لا يتوقف عندالجريمة البشعة التي تعرض لها الطفل عدنان، بل بالجريمة البشعة التيتعرضت لها طنجة، فالتعمير والشركات والمصانع جعلت كل من هب وذبيهاجر إلى طنجة وجعل وثيرة معدلات الجريمة ترتفع بشكل مرعب، والكثيرمن المساهمين في هذا الارتفاع “قصراويون” بالدليل والبرهان.
ياسين ك. من جهة أخرى، يقول أنه ليس مهما المدينة التي ينحدر منهاالقاتل، بل المهم هو العدالة، يجب أن يأخذ أشد العقاب ليكون عبرة لذويالنفوس المريضة. واسترسل ياسين، أن مدينة القصر الكبير تتبرأ من مثلهؤلاء، فهو ابن مدينة القصر الكبير أبا عن جد لم بسمع أو يرى مثل هذهالجريمة الشنعاء، كما يقول. فالمدينة كإسم ليس لها علاقة مع هذا المغتصبوالمجرم.. فليكن من أي مدينة كانت، لا يجب أن يتحمل سكان المدينة وزرمجرم واحد.
بينما ارتأى جمال أ. أن الكثير من القادمين من ساكنة القصر الكبير هم منيساهمون في تغذية هاته الصورة السوداء حول المدينة، فكثير من الوافدينمنهم على مدينة طنجة يمتهنون السرقة وقطع الطريق و “الگريساج” والآنهاته الجريمة البشعة التي زادت في وشم العار على مدينة القصر الكبير. نحن ضد العنصرية، لكن لا يمكن لأحد أن يتجاهل أن ظروف التهميش التيتعيشها المدينة من حين، جعلتها مرتعا ومصنعا للجريمة.
حمزة الرابحي بدوره، يرى أن لا تبرير منطقي لإساءة البعض لساكنةالقصر الكبير بعد الجريمة المفجعة التي راح ضحيتها الطفل “عدنان“، وأجدهذا الهجوم تتحكم فيه الكثير من العاطفة وهو ما أفضى لهذه السلوكات،فالجريمة سلوك فردي ويتحمل تبعاته المشتبه فيه وحده دون غيره، فهو منخطط ونفذ جريمته وأحزن ساكنة طنجة بفعله الجرمي الخبيث، ويجب أن لانسقط في حجم الكراهية التي سقطت فيها دول كثيرة بعد اقتراف جرائمبشعة، ولعل أحداث 11 شتنبر بالولايات المتحدة الأمريكية خير دليل عن ماعاشته الجاليات المسلمة من حقد وكراهية ولاسيما خلال السنوات القليلةالتي تلت الحادث الإرهابي الأكبر في العالم. أعتقد أن ساكنة القصر الكبيربريئة من هذه الجريمة الشنيعة، وأرى أن الوقت حان لتجاوز كل هذهالسلوكات المريبة من حقد وكراهية وانتقام.