بات موضوع بنايات مارينا طنجة يتصدر سباق الأحداث على منصاتالتواصل الاجتماعي، نظرا للسخط و الاستياء العارمين الذي عبر عنه أغلبيةالمتتبعين للشأن المحلي و المدونين الفايسبوكيين على الجريمة التي يتم ارتكابها بحق هذه المدينة، من خلال الموقف السلبي للسلطات الوصية على النسيج العمراني و الجمالي للمدينة، و فعاليات المجتمع المدني الراصدة لكل ما هو مخالف لمدونة التعمير.
إذن فالتداول الأعلى للاحتجاج الفايسبوكي ضد البناء المشيد لحد الآنبمارينا طنجة على منصات التواصل الاجتماعي يطرح أكثر من علامة استفهام حول توقيت و غاية هذه الحملة الفايسبوكية و الجهة التي تقف وراءها، لا سيما إذا أخذنا في عين الاعتبار طبيعة هذا المشروع السياحي الضخم، الذي قسم الشارع الطنجاوي بين مؤيد و متحفظ على نوعية الأوراش المنجزة بهذا الفضاء الترفيهي و مدى مطابقتها للتصاميم الأصليةالتي تم عرضها أمام أنظار عاهل البلاد يوم عملية التدشين و انطلاق الأشغال.
“لاكرونيك” و في إطار مواكبتها للشأن المحلي وقفت على العديد من الآراءالتي انتقدت و وجهت اللوم للمسؤولين عن هذه “الفضيحة” المدوية، مقابل أخرى رأت أن هذه الحملة هي مجرد مزايدة و مناورة من أجل استثمارها جيدا من أجل التموقع ببورصة “القيم” على المستوى المحلي، علما أنعمليات الاستقطاب الحزبي على أشده للمؤثرين بمنصات التواصل الاجتماعي.
و تبعا لذلك سوف نحاول تجميع هذه الآراء المتباينة حول هذا الموضوع الذب بات قضية رأي عام محلي:
(غيور على مدينة طنجة) قال إنه مواطن مغربي من أبناء مدينة طنجةو غيور عليها، لذلك تقدم بإرسال طلب لجلالة الملك محمد السادس نصره الله كونه أعطى عناية خاصة لمدينته الحبيبة و فعل كل ما في وسعه للارتقاء بالمدينة و جعلها من المدن الراقية. فهو يرى الآن عكس ما أحاط به جلالته للمسؤولين على هذه المدينة، حيث قاموا ببناء مجمع سكني بشع الصورة والمنظر و حجبوا الرؤية للبحر و المدينة القديمة. ولهذا يطلب من جلالته بتكوين لجنة تحقيق ومحاسبة كل من تلطخت يده في هذا المشروع العشوائي الذي شوه النسيج العمراني للمدينة .
(أبو بدر) تفاعلا مع الاحتجاج ضد البناء المشيد لحد الآن بميناء مارينا طنجة، هذا ما تستعد شركة تدبير الميناء إنجازه من بنايات وفق التصميم المعمم بموقعها، حيث جاء في تعريفه أن “العرض العقاري الذي ستشرف عليه شركة “إيغل هيلز” سيشمل إقاماتسكنية، ومكاتب، وفنادق ومركزا تجاريا“.
وللإشارة فقد تمت المصادقة على تصاميم هذا المشروع وجماعة طنجة عضو مجلس شركة تهيئة الميناء.فقط لمعرفة من يحجب عنا الحقيقة والبحر ؟
عن موقع الجماعة الحضرية لقاء تنسيقي لمواكبة مشروع إعادةتهيئة منطقة ميناء طنجة “طنجة مارينا باي “
في إطار مواكبة مشروع إعادة تهيئة منطقة الميناء الترفيهي لطنجة،الذي يروم تحويل مدينة البوغاز إلى وجهة رئيسية لسياحة الرحلاتالبحرية والزوارق على المستوى الدولي، وبهدف تطوير وتنويعالعرض السياحي والثقافي والتنظيمي للمشروع، استقبل السيدمحمد البشير العبدلاوي عمدة مدينة طنجة، مرفوقا بنائبه السيدمحمد أمحجور، والسيد عبده العلوي الاسماعيلي مهندس معماريبالجماعة، والسيدة نجوى أقنين رئيسة مصلحة التخطيط والبرمجة،ممثلا عن مكتب الدراسات Euro consulting Group، من أجلتقديم برنامج عمل استراتيجي يرتقي بالخدمات التي سيقدمهاالمشروع، وذلك يومه الأربعاء 29 يناير 2020 بمقر الجماعة.
اللقاء كان مناسبة قدم من خلاله ممثل عن مكتب الدراسات Euro consulting النقط والعناصر الأساسية التي ستجعل من مشروع“طنجة مارينا باي” الوجهة الرئيسية الجديدة للسياحة الترفيهيةوالرحلات البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط، بتقديمهلمجموعة من الأنشطة الترفيهية والخدمات السياحية والثقافية، معاحترام تاريخ المدينة وثقافتها، وخلق دينامية وفضاء للعيش للجميع.
من جانبه أوضح السيد الرئيس أن مشروع “طنجة مارينا باي “،بالإضافة إلى أخذه بعين الاعتبار عدة أقطاب: الزوارق، الرحلاتالبحرية، العبارة، الصيد، الفنادق، الثقافة، الفعاليات، التجارة،التنشيط، الإقامات السكنية والمكاتب، فإنه يضمن إدماج الحيالتاريخي للمدينة العتيقة وتعزيز مكانته وسياحته الساحلية، مماسيكون لهذا المشروع الكبير من وقع إيجابي على مدينة طنجةونواحيها من حيث:
تحقيق نتائج اقتصادية وتجارية واجتماعية ملموسة.
خلق الآلاف من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة.
زيادة نسبة الاستثمارات والمستثمرين.
التأثير إيجابيا على السياحة: ارتفاع عدد السياح مع تقديم عرضٍأكثرَ تنوعاً وخِدماتٍ جديدةً.
تطوير وتنويع العرض السياحي والثقافي والتنظيمي.
المؤرخ “رشيد العفاقي“أوعز في حديثه حول ما يجري من عمليات تشييد للبنايات سواء بداخل ميناء طنجة أو على طول الشريط الساحلي،إلى عدم دراية من يرخص لهذه “الكارطونات الإسمنتية” من أصحاب القرار بجغرافية المدينة وتاريخها، فهذه البنايات والتي تفتقد للجمالية ستحجب ليس مجرد الرؤيا بل حتى الهواء البحري عن الأحياء الخلفية بالمدينة العتيقة، محذرا أن السماح ببناء برج تجاري يعد الأطول في إفريقيا بمنطقة مجاورة لمحطة القطار كما يروج، سيغطي بالكامل على منطقة الشرف، وهي مصطلحيا هضبة تشرف منها على المدينة.
ما يجري حسب المؤرخ رشيد العفاقي، من تشييد للبنايات على طول شريط البحري دون احترام الإرث التاريخي والمعماري للمنطقة، يساهم في تشويه الصورة الجمالية للمدينة.
أما الأستاذ هشام بن سالك، في مستهل حديثه، تساءل عن الجدوى من إحداث هذا الميناء الترفيهي في الوقت الذي تفتقد فيه المدينة إلى مرافق وخدمات أساسية من المفروض أن تحظى بالأولوية كالتعليم والصحة والشغل والأمن، مشككا في معرض حديثه أن يكون هناك أي وقع إيجابي للميناء على الحركة الاقتصادية بالمدينة، هذا إذا لم يساهم هذا المشروع في احتضار مجموعة من الأنشطة التجارية، خصوصا أن جميع المرافق التجارية ستكون متوفرة بالميناء الجديد.
أما بخصوص البنايات التي شيدت بداخل الميناء والتي تعتبر حديث الساعة بالشارع الطنجي يضيف هشام بن سالك، فهو اعتداء بيئي صريح ومخالفات تعميرية بالجملة، تعبرعن تدبير غير متناسق لمنطقة ساحلية تاريخية، كما أنها لم تراع الجوانب البيئية والاجتماعيةوالاقتصادية، مما يحول دون ضمان التوازن بين مختلف وظائف المناطق الساحلية وعوائدها على محيطها القريب.
الفاعل الجمعوي، عدنان معز رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث، اعتبر مشروع ميناء طنجة الترفيهي كأي مشروع “إشكالي” حيث يغيب عن هذه المشاريع روح القانون ومجموعة من الضوابط التي يجب احترامها، وكأن من أوكلت له مهمة الإشراف على هذا المشروع له اليد المطلقة في خرق جميع القوانين، وهذا هو ما نلاحظه، فكيف يعقل أن يضرب بعرض الحائط بقوانين البناء على امتداد الواجهات البحرية دون مراعاة علو البنايات المشيدة، متسائلا عن الفارق بين ما نشاهد بميناء طنجةوالمباني الإسمنتية خارج المدينة، كالضحى مثلا مما يشوه جمالية المنطقة سياحيا، يضيف رئيس مركز ابن بطوطة، وهذا عكس المنطق أو البشارة التي جاء بهاالمشروع كقاطرة للنهوض وتنمية المدينة العتيقة وباقي المرافق التجارية والسياحة بداخل أسوار المدينة.
ما نشاهد يقول عدنان معز، هو عبارة عن شبه جزيرة معزولة، يستمتع بها الأغنياء بقضاء أوقاتهم والاستمتاع بمشاهدة البحر بعدما كان ملكا للجميع، وسيكون أكثر المتضررين هم سكان البنايات المجاورة للميناء وساكنة المدينة العتيقة على وجه الخصوص، ولن يكون للمشروع أي تأثير على باقي المرافق الاقتصادية بالمدينة العتيقة.
وفي ختام كلمته،استهجن عدنان معز الهندسة المعمارية للبنايات التي هي قيد التشييد بالميناء، مستغربا أن تطال هذه الهندسة العشوائية مشروعا ملكيا، مطالبا بالتدخل العاجل للجهات العليا لتصحيح الوضعية بالميناء لأن هذه “الكانطونات” الإسمنتية ستشوه واجهة المدينة في المستقبل.
سعيد أهروش (مستشار جماعي) إن جماعة طنجةعضو في المجلس الإداري للشركة المالكة ل“مارينا باي“ وشريك فيها والمشروع سيوفر مداخيل مهمة لخزينة الجماعة والفضل يرجع للعمدة السابق لطنجة سمير عبد المولى.
حنان (مدونة فايسبوكية) ترى أن إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت بالضبط يخدم أجندات جهات معينة(؟) من أجل ترويض الرأي العام المحلي و إلهاءه عن المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة بسبب تداعيات جائحة كورونا. لأن هناك أولويات كبرى من موضوع بنايات مارينا، منها على سبيل المثال لا الحصر الدخول المدرسي الذي شهد ارتباكا كبيرا ما زال يسيل الكثير من المداد نتيجة عجز المديرية الإقليمية للتعليم عن حل إشكالية الهروب الكبير نحو المدرسة العمومية من المؤسسات الخصوصية، فضلا عن استمرار تفشي وباء فيروس كورونا بالمناطق التي تعرف الهشاشة…لذلك كان بالأحرى على المترافعين بمنصات التواصل الاجتماعي على مارينا طنجة أن يترافعوا كذلك على الإكراهات اليومية التي تواجهها الساكنة من غلاء أسعار فواتير أمانديس و ضعف القدرة الشرائية للمواطنين و الفساد المستشري ببعض الإدارات العمومية و تفويت شوارع طنجة إلى شركة صوماجيك…
أبوبكر ( متتبع للشأن المحلي) لا يشكك في غيرة البعض عن هذه المدينة، لكن و بحكم رصده لكل ما يتم طرحه من مواضيع بمنصات التواصل الاجتماعي تهم المدينة، يشتم في غالب الأحيان أنهناك جهات خفية تريد تصفية الحسابات فيما بينها من خلال التوظيف غير البريء لبعض الأسماء التي تعتقد أنها باتت مؤثرة في الشارع الطنجاويباستغلال العالم الافتراضي لتمرير بعض الرسائل لمن يهمهم الأمر و الضغط عليهم بمدى التفاعل الإيجابي للمتفاعلين مع هذا الموضوع حتى يصيرهذا الأخير قضية رأي عام محلي و وطني و استثماره في التصفية المعنوية للخصوم السياسيين المفترضين و تأليب الساكنة عليهم. لذلك فالمتحدث ذاته يرى أن هذه الحملة الفايسبوكية هي مجرد مناورة و مزايدة من البعض من أجل جني ثمارها سياسيا مستقبلا. و عليه يوصي هذا الاخيرالمتفاعلين مع هذه المواضيع التي تهم الشأن المحلي بتوخي الحذر في التفاعل معها لأنها تكون غير بريئة و تخدم أجندات غامضةسوف تؤدي ثمنها المدينة.