أتشيكا شورو والحسن الثاني.. قصة حب بين أمير ونجمة سينما
ظلت جوانب كثيرة من حياة الحسن الثاني طي الأفئدة التي في الصدور، سيما تلك المتعلقة بحياته الخاصة,وكان ذلك”طبيعيا” بالنظر الى أن الرجل كان يضرب ليس فقط ستارا حديديا على أسرار حياته الخاصة، بل لأن نقلها كان يخضع لاعتبارات الخوف من رجل كانت كل السلطات بيده مطلقة، وهو الدور الذي كان يحرص على القيام به كاملا.
غير أنه بعد وفاة الرجل، انحلت عقدة الألسنة لدى بعض الناس الذين”عايشوه”، وكان مذهلا حقا أن نستمع أو نقرأ الكثير من التفاصيل، وهي بدون شك غيض من فيض، عن حياة الحسن الثاني.
الصحافي الفرنسي “جان بيير توكوا” في كتابه الصادر منذ نحو سبع سنوات بباريس والممنوع من التوزيع في المغرب، بعنوان ”آخر ملك”، وكذلك شهادة للصحافي الفرنسي المعروف ”ايريك لوران” في شخص الحسن الثاني، يحكيان قصة الملك الراحل مع ممثلة فرنسية، حيث كاد الحب يعصف بعرش الحسن الثاني، بعد قصة الحب الكبيرة التي جمعت بين الأمير مولاي الحسن والممثلة الفرنسية إتشيكا شورو، غير أن هذه القصة التي يعرف الجميع كيف بدأت بقيت نهايتها طي الدوائر الداخلية للمقربين من الملك الراحل.
ابتدأت الحكاية سنة 1956 عندما كان الأمير مولاي الحسن موجودا في مدينة موناكو الفرنسية في فترة نقاهة وهناك سيلتقي بالممثلة الشابة٫ والتي كان الجميع يشبهها بالممثلة الشهيرة “دانييل دلورم”، وهكذا سيقع الأمير في حبها وسيحرصان على اللقاء بشكل يومي تقريبا في مدينة موناكو حيث كانا يتجولان في سيارة الأمير في شوارع مدينة موناكو أمام الجمهور. بعد انتهاء فترة النقاهة سيعود الأمير إلى المغرب لكنه لن يعود لوحده بل ستعود معه الممثلة أتشيكا التي ستستقر في فيلا في منطقة السويسي وضعها الأمير تحت تصرفها ووضع لها حرسا شخصيين لمراقبة مكان سكنها، كما أن الأمير لم يكن يبخل على محبوبته بالهدايا والمجوهرات و السهرات الجميلة والملابس الغالية من أرقى بيوت الموضة.
“كانت تعامل على أنها أميرة وحتى محيط الأمير كان يحترمها بشكل كبير” يقول مدحت بوريكات الذي كان مقربا من المحيط الملكي، وقد بدأت المملثة الفرنسية في بناء علاقات جديدة مع الفرنسيين المقيمين في المغرب والتي كانت تلتقي بهم في ملهى ليلي راقي بمدينة الرباط، وعندما كان الأمير يغيب بسبب انشغالاته كانت هي تسافر إلى مدينة مراكش التي كانت تحبها كثيرا أو إلى باريس.
وحسب مدحت بوريكات فإن العلاقة بين الأمير والجميلة الفرنسية لم تخلو من عقبات “بسبب بعض نزوات الأمير وعلاقته بالنساء”، وفي سنة 1960 ستكتشف أتشيكا بأنها حامل و”بدأت تتخيل نفسها أميرة المغرب وزوجة الملك المقبل للمغرب”، لكن أحلام إتشيكا ستصطدم برفض محمد الخامس الذي خير الأمير بين حبيبته وبين العرش، وفي سنة 1961 وبعد وفاة محمد الخامس سينشغل الملك الجديد بمراسيم البيعة ليعود إلى حبيبته بعد أربعة أيام وخلال هذا اللقاء ستقرر أتشيكا أن تنهي هذه العلاقة وتعود إلى فرنسا لتبدأ من جديد مسارها الفني.