في سنة 2005 حين تم تعيين محمد حصاد واليا على جهة طنجة، “فرح” الجميع بقدومه لأنه ترك صدى طيب بمراكش، وشرع مباشرة في مواصلة تنزيل برامج التأهيل الحضري للمدينة، واشتهرت مرحلته بإعادة تهيئة أرصفة المدينة بالأحجار المكعبة، التي اقتلعت فيما بعد وعوضت بالزفت، ورغم أنه كان يحظى باحترام “الجميع” إلا أنه بمجرد ما تم إلحاقه بإدارة طنجة المتوسط صار البعض يتحدثون عن “صفقاته” قبل أن يعم الصمت ليتحول الحديث عنه كمنقذ للمدينة بعد تعيينه وزيرا للداخلية.
بعد ذلك جاء محمد اليعقوبي سنة 2014 ليخلف الشخص الذي أصبح رئيسه، ووجد أمامه تحديات أوراش طنجة الكبرى، التي أطلقها الملك، وقد نجح في تسريع الأشغال الكبرى متحديا كل المساطر والإجراءات الإدارية، وكان مغامرا في إنجاز الأنفاق الطرقية لتكون جاهزة قبل مواعيد الزيارات الملكية، وعرف كيف يوظف علاقته بالمجتمع المدني، وهو ما جعله يتبنى فكرة تنظيم مسابقة أحسن حي وأحسن شرفة، كما اشتهر ب “زرع” أعمدة الإنارة العمومية وغرس النخيل، وصار الجميع يسعون للتقرب منه خاصة بعدما راج اسمه كأقوى مرشح لتولي منصب وزير الداخلية، قبل أن يغادر طنجة نحو ولاية جهة الرباط ويواصل بنفس القدرة مسيرته في تنزيل الأوراش الكبرى.
وفي سنة 2019، تم تعيين محمد مهيدية واليا على جهة طنجة، وكان دوره إتمام بعض الأوراش التي تركها اليعقوبي شبه جاهزة، لكنه لم يهتم بها لأنه كان يسعى للبحث عن بصمته الخاصة به، وجاء مشروع تأهيل المدينة القديمة، الذي باشر كل تفاصيله بنفسه، بعدما كان يترقب أن يحظى بزيارة ملكية، وظل مهيدية يسير المدينة والجهة حسب تقلبات “ميزاجه” بعد تركيزه على عالم العقار، واهتمامه بطوابقه ومنصاته، قبل أن يرحل ويترك وراءه من يدعو له ومن يدعو عليه من أهل التعمير دون أن ينكشف المستور بعدما احتفظ بمهامه كوالي أكبر جهة بالمغرب.
وحين تم تعيين يونس التازي سنة 2023، كانت طنجة لازالت تحت صدمة نهاية عهد مهيدية، حيث توقفت “الحركة” التي تحللها “البركة”، وساد الهدوء مع مجيء التازي، المعروف بابتعاده عن الأضواء، واكتفائه بما قل ودل، باعتبار أن المشاريع المعني بمتابعتها استعدادا للمونديال تبقى أوراش دولة وغير مرتبطة بجهة محددة ولا بمسؤول بعينه، الأمر الذي تعذر معه إعادة الاتصال بالمخاطب المطلوب، وجعل الرصيد غير كاف لإجراء المكالمات كما في السابق، وهكذا انتظر من كانوا يتوفرون على كود “الريزو” عودة الاتصال إلى الشبكة بنفس الرمز، قبل أن يكتشفوا أن الخط الجديد لا يقبل التعبئة فصاروا يستعجلون رحيله، فهل سيتحقق مرادهم؟، لا يهم، بقدر ما يهم تحقيق مراد طنجة بتظافر جهود كل الغيورين عليها (كل من موقعه) من أجل جعلها تستفيد من جميع الأوراش الرامية إلى تأهيل بنيتها التحتية في شتى المجالات، وفق ما تطمح إليه ساكنتها، مع تكريس المساءلة والمحاسبة كمبدأ أساسي لضمان تدبير معقلن ودائم.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
آخر الأخبار
- مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي تستقبل أطفال القدس الشريف
- الناظور.. رصاص وفنانون مشهورون في حفل زفاف والعريس مطلوب بمذكرة بحث ؟!!
- وكالة تنمية أقاليم الشمال.. تخزين التحويلات وافشال المبادرات
- رجل السلطة الذي يصعد الجبل
- العرائش تنام على إيقاعات تسترجع صدى تاريخ ليكسوس
- طنجة.. نشرة حمراء تقود لتوقيف هولندي مطلوب بتهمة اختطاف طفل
- مشروع مالية 2026: استثمارات قياسية وإصلاحات كبرى لنهضة اقتصادية شاملة
- نجاح الأكاديمية الصيفة المنظمة بشراكة مع esteam morocco والمديرية الجهوية لقطاع الشباب
- الطاكسيات الصغيرة بطنجة تلوح بالاحتجاج
- انتخابات 2026 بين سؤال الإشراف والإرادة السياسية

السابق بوست
جريدة إلكترونية وطنية مقرها بطنجة، نهتم بالحياد والدقة في نقل الخبر.
العنوان: 29، شارع عمرو بن العاص رقم 13 الطابق 2 – طنجة
الهاتف: 0539933592
البريد للتواصل: 365yawm.ma@gmail.com
هيئة التحرير
مدير النشر : أنس الحداوي العلمي
رئيس التحرير : عبد الله الغول