تسريب وثائق قد تورط ترامب والنخبة حول العالم في شبكة للإتجار في القاصرين واستغلالهم جنسيا
عبد الله الغول
قامت مجموعة الهاكرز العالمية المعروفة “بأنونيموس”، يوم أمس بتسريب عشرات الصفحات مما قيل أنه “كتاب أسود” يعود للملياردير ورجل الأعمال الأمريكي جيفري أبستين الذي عثر عليه ميتا في زنزانته في سجن بنيويورك حيث كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب البشر والقاصرين لأغراض جنسية.
الوثائق تحتوي على تفاصيل وملفات قضايا اغتصاب قاصرات وقاصرين تورط فيها إبستاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تحمل أسماء مشاهير ورجال أعمال وسياسيين وحكام عبر العالم متورطين في شبكة الاتجار في البشر العالمية، مثل الممثل المتورط مؤخرا في قضية اغتصاب كيفن سبايسي، والعائلة المكية ببريطانيا، وأسماء بارزة بعائلة ترامب من بينهم دونالد ترامب وابنته إيفانكا، والمغني الراحل مايكل جاكسون، وأسماء أخرى بارزة في عالم الإعلام والسينما والغناء.
حيث تظهر إحدى الوثائق، إغتصاب ترامب وأبستاين لقاصر في التالثة عشر من عمرها، وكيف تنافس الإثنان حول من يظفر بعذرية الضحية.
ما هي قصة جيفري أبستاين ؟
في عام 2011 أكد جيفري أبستين لصحيفة “نيويورك بوست” التي كانت تعد تحقيقا عنه أنه ليس “وحشا مفترسا يبحث عن طرائده لإشباع رغبته الجنسية، أنا مجرد مذنب. والفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل وسرقة كعكة”.
وبعد عقد كامل من الزمن ذهب أبستين إلى السجن بعد إعادة فتح التحقيق في القضية التي حوكم إثرها عام 2008، لكن التهمة الجديدة ليست استغلال قاصر بغرض الدعارة بل تهريب بشر لأغراض الجنس وهذه التهمة أبعد ما تكون عن جنحة سرقة كعكة.
كان أبستين يتمتع بنفوذ وسطوة إلى درجة أنه عندما كانت تجري محاكمته في المرة الأولى، كان المدعي العام يخشاه فقد كان صديقا لكل من الرئيس السابق بيل كلينتون والرئيس الحالي دونالد ترامب والأمير أندرو، ابن ملكة بريطانيا وشقيق ولي العهد الحالي الأمير تشارلز.
كما أن فريق الدفاع عنه كان يضم كبار المحامين في الولايات المتحدة وأحد كبار المدرسين في جامعة هارفارد.
علاقة إبستاين مع الأمير أندرو ؟
أبلغت فرجينيا جوفري الصحفيين، بعد جلسة المحكمة للاستماع لأقوال الضحايا عقب موت إبستين، أن الأمير أندرو “يعرف ماذا فعل”، حيث حثت المرأة التي اتهمت رجل الأعمال المتوفى، جيفري إبستين، بالاعتداء الجنسي عليها، والادعاء بأنها أجبرت على ممارسة الجنس مع الأمير أندرو، وهي في الـ17 من عمرها، نجل ملكة بريطانيا على أن “يعترف”.
وادعت جوفري، أنها أجبرت في ثلاث مرات على ممارسة الجنس مع الأمير أندرو، وهذا ما ينفيه الأمير. واتهمت إبستين بالاحتفاظ بها كـ”رقيقة للجنس”. وقالت أمام المحكمة: “تحطمت آمالي، وسرقت أحلامي”.

صداقة أبستاين و ترامب :
تمتع “إبستين” بصداقة قوية مع “ترامب”، حيث قال عنه الأخير في عام 2002، إنه “شخص رائع.. هذا الرجل لا يمكن أن يمل منه أحد، كما أنه يحب النساء الحسناوات مثلي”.
وبالتزامن مع محاكمة “إبستين” قبل سنوات، فقد نشر ناشطون ووسائل إعلام أمريكية، مقطع فيديو لشهادة “كيتي جونسون” قالت فيه قبل 3 سنوات، إنها التقت “ترامب” 3 أو 4 مرات، وتخلل ذلك أفعال جنسية، من بينها واقعة اغتصاب تسببت في سلبها عذريتها.
كما اتهمت “ترامب” بالاعتداء عليها بالضرب وربطها بحبل وتهديدها بالقتل، وذلك في صيف 1994.
وزعمت “جونسون” أن تلك الوقائع كانت في منزل “إبستين” (1994)، مشيرة إلى أن “ترامب” كان يعلم أن عمرها ١٣ سنة، وأحبها عندما ارتدت باروكة شقراء وقال إنها تشبه ابنته “إيفانكا” التي كانت في الثالثة عشرة من عمرها آنذاك.
هل تمتد شبكة أبستاين إلى الشرق الأوسط ؟
وركزت لائحة الاتهام الفدرالية التي وجهت لأبستاين أيضا على التدقيق في علاقة إبستين بمجموعة من الشخصيات البارزة في الحكومة والسياسة والأعمال والأوساط الأكاديمية والعلوم والأزياء على مدار سنوات. فإضافة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأسبق بيل كلينتون والأمير البريطاني أندرو دوق يورك، كشف المحققون أن جيفري كان يحمل جواز سفر سعوديا منتهي الصلاحية في الثمانينيات، لذا قررت المحكمة حينها عدم إطلاق سراحه مخافة هربه إلى السعودية، خاصة وأن التحقيقات أظهرت أن له علاقات واسعة مع رجال أعمال ونافذين عرب.
هل لشبكة أبستاين امتدادات بالمغرب ؟
وفقا لتقارير، فقد سافر جيفري أبستاين إلى المغرب في عام 2002 برفقة عارضة أزياء قاصر آنذاك، قبل وفاته بثلاثة أشهر، حيث قامت طائرته أيضًا برحلة ذهاب وعودة باريس-الرباط. لكن مازال من المجهول امتداد العلاقات المغربية لرجل الأعمال المتهم بالاتجار الجنسي للقاصرين.
وأوردت ذات التقارير، أن المغرب كانت إحدى الوجهات الفضلة التي سافر إليها جيفري أبستاين على متن طائرته الخاصة الملقبة بـ “لوليتا إكسبرس”.
الإحتجاجات في الولايات المتحدة :
بعد وفات المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، احتدت الاحتجات والمواجهات بين المتظاهرين والشرطة، وانتقلت من ولاية إلى أخرى حتى بلغت أبواب البيت الأبيض. إذ تشير التقارير أنه بعد تسريب وثائق أبستاين زادت حدة الاحتجاجات وغضب المتضاهرين، حيث تم مساء أمس، نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى غرفة آمنة سرية تحت حراسة مشددة إلى غاية أن تهدأ الأوضاع.
