ماذا نحتاج من أجل انجاح التعليم عن بعد؟
معاد الغريب، أستاذ التعليم الثانوي
قبل كل شي، يجب ان نضع في الحسبان انه لا وجود لتجربة واحدة في مجال التدريس او التعليم عن بعد، فالتجارب تختلف من بلد لأخر ومن نظام تعليمي لأخر، غير انه لا يمكننا نكران ان التجارب الناجحة تلتقي في بعض النقاط المشتركة والتي سندرجها في مقالنا هذا.
إذا كنت مسؤولا عن مؤسسة تعليمية او مدرساً فعليك ان تطرح الأسئلة التالية قبل ان تفكر في خوض تجربتك مع التعليم عن بعد:
أولا: ماهي التكنلوجيا التي ستستعمل؟
ثانيا: هل قمت بتوعية التلاميذ بشكل كاف لحثهم على الاِنخراط في برنامجك هذا للتعليم عن بعد؟
ثالثا: إذا كنت مسؤولا عن مؤسسة او مؤسسات تعليمية، هل دربت وكونت موظفيك بشكل يجعلهم قادرين على استعمال التكنولوجيات المخصصة لهذا الغرض؟
رابعا: ماهي البيداغوجيات، Pedagogical Methods، التي ستتبع من اجل جعل تجربتك فعالة و ناجحة تماما مثل تجربة التعليم الحضوري؟
بعد اِجابتك على هذه الأسئلة وعزمك على الانطلاق، أمر معك الى العناصر التي ستحدد نجاحك او فشلك في هذا المجال.
ان العنصر الأول الذي يجعل التعليم عن بعد ناجحا هو ذلك المتعلق بطريقة تقديم الدروس، فالدرس المقدم عن بعد يجب بالضرورة أن يحمل في جوانبه أنشطة تفاعلية، اختبارات سريعة و كذا مشاريع Projects يقوم التلميذ بإنجازها ، فبهذه التقنيات يختبر الأستاذ مدى اِندماج التلميذ مع ما يقدمه.
العنصر الثاني الذي أراه مهما هو تقسيم الدروس الى وحدات Modules فبهذا التقسيم نحمي التلميذ من الإحساس بان التعليم عن بعد لا بداية و لا نهاية له، بحر من المعلومات لا شاطئ له، بحيث يكون على دراية تامة بما تم إنجازه وما تبقى، و كيفية انهاء الدروس و أشكال الاختبارات التي سيكون مطالبا بها.
العنصر الثالث هو عنصر النقاش Discussions، فبفضل التقنيات الحديثة أصبح من الممكن ان يتفاعل التلاميذ مع الدرس الذي يقدمه الأستاذ و طرح اسئلتهم و التعبير عن كل ما يدور في عقولهم حول الدرس، و هنا تجدر الإشارة الى ان الأستاذ يجب عليه ان يشجعهم على النقاش و الحوار و التفاعل الإيجابي معه باعتبار هذا الامر جزء من مسؤوليته.
العنصر الرابع ،و هو الأهم، وهو متعلق بالوسائل التكنولوجية التي ستستعمل في هذه التجربة و اقصد بالضبط Video conferencing software أي برامج مؤتمرات الفيديو وهي عديدة و متنوعة مثل تقنية Zoom و Skype و Teams ،لكن قبل كل شيء يجب التأكد من ان جميع التلاميذ قادرون على استعمال هذه الوسائل و التعامل مع المشاكل التقنية التي قد تظهر فجأة، وهنا تبرز أهمية التكوين و التوجيه اللذان يجب ان يخضعالهما التلاميذ قبل خوض التجربة.
العنصر الخامس هو الجدولة الزمنية، هذه الأخيرة يجب ان تراعي العديد من الأمور أهمها جاهزية التلاميذ وكذا ظروفهم الاجتماعية بما يجعلهم قادرين على التركيز والاِندماج الفعال مع الدرس وبالتالي إنجاح التعليم عن بعد.
في نهاية الموضوع، نشير الى أنه لإنجاح التعليم عن بعد لابد من الاستثمار فيه مثله مثل باقي الميادين، وكذا الاِنفتاح على التجارب الرائدة فيه، و الاستعانة بأصحاب الخبرة و التجربة، كي لا نسقط في الأخطاء التي لم يعد مسموحا الوقوع فيها في عصر التكنولوجيا الحديثة. بطبيعة الحال يجب أن لا ننسى أنه اِذا لم يكن التلاميذ قادرين على الولوج الى كل الوسائل التي تحدثنا عنها سابقا فلا يمكننا أساسا ان نتحدث عن تعليم عن بعد ناجح.
الاستاذ معاد الغريب ،انسان طيب القلب خلوق مثقف اثار موضوعا في غاية الأهمية.
نعم صديقي التعليم عن بعد يواجه مشاكل متعددة يمكن استخلاصها في مشكل عدم تكافؤ الفرص هذا دون إغفال غياب الأرضية – الوسائل اللوجستيكية- الضرورية لتجاوز العقبات .
كحل مؤقت لمواجهة تداعيات الكورونا إلى حد ما مقبول.
اما ادا كان اختياره في إطار اختيار استراتيجي دون تهيئ الظروف فهذا أمر مرفوض .
تحياتي الصادقة الإنسان معاد أكررها الإنسان .
تبقى قناعات الممارس تكوينه ثقافته رغبته تضحيته كذلك عاملا أساسيا لانجاحه.
اجدد التحية للإنسان معاذ