قطاع النظافة وتدبير النفايات في زمن الجائحة ؟؟؟
الحداد حسن
غياب الوعي و الاستثمار في الإنتاج المشترك للنظافة رغم تنزيل بر نامج طنجة الكبرى الذي جاء برؤية و بصياغة بيئية و وضع قطيعة مع العشوائية و الاختلالات و التدبير العشوائي و الخطير للنفايات الصلبة بطنجة، و كان محور إغلاق المطرح العمومي بمغوغة و تحويله لفضاء و ساحة خضراء منسجمة مع تطلعات و رهانات البرنامج من جهة و الاعتماد على التدبير العلمي و البيئي لقطاع النظافة بالمدينة بإنجاز مركز تحويل النفايات و مركز الطمر و التثمين بجماعة المنزلة وفق سياسة التخفيف و التكييف مع المتغيرات البيئة و المناخية و تداعياتها من أجل التثمين والتوظيف والاستثمار في القطاع و عصرنته، لترسيخ العيش و الحياة السليمة و حماية الإنسان و المجال … تأخرت طنجة الكبرى في تفعيل برنامج تدبير النفايات المنزلية وفق روح وفلسفة برنامج طنجة الكبرى و أبعاده الدستورية ،الحق في العيش السليم ( فصل 31) و التنمية المستدامة مما جعل من معركة محاربة جائحة كوفيد 19 بطنجة الكبرى معركة صعبة، و ما رمي الكمامات في الفضاء العام إلا نموذجا؟؟؟؟
تخريب حاويات الأزبال تحت أرضية بالقرب من مدخل الميناء؛ وقد كانت مقاطعة طنجة الأولى قد اعتمدتها كتجربة أولية قصد تعميمها على مستوى نفودها الترابي، وهي أول تجربة للحاويات تحت أرضية في المغرب؛ لكن تبقى مسؤلية الشركة المفوضة في فشل هذه التجربة قائمة؛حيث لم تقم هذه الأخيرة بمواكبة رجال النظافة وتأهيلهم في استخدام هذه الحاويات المتطورة؛حيث يتم إفراغ جميع أصناف الأزبال دون فرز؛ كما شوهد أكثر من مرة حشو مرتبات وكراتين تفوق حجم الحاويات ،خلاصة هدر المال العام في المعدات اللجوستيكية دون الاستثمار في التربية والرقي بمنسوب الوعي لدى المواطنين من أجل الإنتاج المشترك للنظافة ،رغم أن طنجة الكبرى تعيش بشكل أو بآخر مرحلة انتقالية بين التدبير العشوائي لجمع النفايات بين مطروح مغوغة و مركز الطمر و التثمين.
إن نجاح المرحلة الانتقالية و مشروع مركز التحويل و مركز الطمر مرهون بتطوير عملية جمع النفايات ،الفرز ثم الفرز إلا أن التقليد الأعمى يجعل من اتباث الحاويات تحت أرضية هدر للمال العام ،كان على الجهات المتدخلة جعل من مقاطعة طنجة المدينة نموذج لإنزال مشروع فرز النفايات في المنبع و تفعيل مقاربة مندمجة تربوية تعليمية إعلامية دينية ثقافية اجتماعية بيئية اقتصادية تضامنية تقنية بمشاركة جميع الفعاليات المدنية في ترسيخ السلوك البيئي السليم في التعامل مع النفايات المنزلية ،فمنذ 2015الى يومنا هذا،لو توفرت الإرادة السياسية و البيئية عند المتدخلين بتوفير الإمكانيات المادية و المعنوية لشهدت طنجة الكبرى اليوم في زمن الطوارئ الصحية نسبة عالية لفرز النفايات بمقاطعة طنجة المدينة، و انتقلنا إلى المرحلة الثانية لتعميم الاختيار البيئي لإنجاح مشروع مركز الطمر و التثمين الجديد و تعميم عملية الفرز بالتدريج من مقاطعة طنجة المدينة إلى مقاطعة السواني و جزء من مقاطعة مغوغة كحومة السوريين مثلا و جزء من مقاطعة بني مكادة التي قامت هي الأخرى بتثبيت الحاويات تحت أرضية حيث اعتبر حدثا لأخذ مهما و جزء من حصيلة الانجازات الموثقة بالصور السيلفي مع الحاويات الجديدة بساحة دار التونسي ،لأن التنزيل التدريجي كفيل بحماية المجال و المؤهلات الطبيعية للجماعات الترابية الملتزمة بالبرنامج الجديد لتدبير النفايات بالإقليم من جهة ،ومن جهة أخرى حماية محيط مركز التحويل و المطرح أو مركز الطمر و التثمين بسكدلة، الرهان البيئي الأكبر لبرنامج طنجة كبرى. إغلاق مطرح مغوغة أصبح في زمن العد العكسي ، أما كسب الرهان و التحدي و تفعيل روح و فلسفة البرنامج الملكي لطنجة الكبرى في شقه البيئي المرتبط بتدبير قطاع النظافة و النفايات المنزلية مسؤولية الجميع.