مشاهد من طنجة
يوسف شبعة
مشهد1:
لم يجد أحد المرشدين السياحيين سوى ساعة حائطية قديمة معلقة بصالة بيته يبتاعها ليسد بها أطيط بطون عياله، الساعة الحائطية لم تكن سوى هدية من صاحب وكالة أسفار أجنبية أهداه إياها قبل سنوات ابتهاجا بتحطيم وكالته رقما قياسيا في عدد السياح الوافدين على ميناء طنجة.
لم يكن المشرد عفوا المرشد يتوقع يوما أن يبيع أثاث بيته، بعدما انقطعت به كل السبل، حتى الاسباني صاحب وكالة الأسفار الذي حطم معه الرقم القياسي قبل سنتين يزيد أو ينقص قليلا لم يعد يرد على مكالماته
قرر-ع ت- أن يتصل بصاحب وكالة الأسفار المغربية بطريق شارع اسبانيا يعمل معه أيضا فأخبره صديق له أنه أغلق هاتفه منذ بداية الجائحة
غير ما لم يتوقعه -ع ت- وبينما هو يبتاع ساعته الحائطية إذا بلص يخطف منه ساعته ويعطي ساقه للريح
مشهد2:
خرج بعض أصحاب البزارات، يتباكون على التلف الذي لحق بعض منتجاتهم التقليدية، مطالبين بحقهم من كعكة كوفيد 19، غير أن هؤلاء هم السبب فيما يقع لكثير من المرشدين السياحيين اليوم جراء جائحة كورونا، بل بكل الويلات التي لحقت القطاع السياحي برمته، أليس هؤلاء من كانوا يغدقون على الوكالات الأجنبية بإسبانيا بالأموال مقابل رؤوس السياح، حتى وصل رأس السائح يساوي ثمن الكبش، أليس هؤلاء من رفعوا السائح الأجنبي للسماءبجانب الملائكة في حين أنزلوا المرشد الوطني في الدرك الأسفل
مشهد3:
فجأة وجد بعض ” الفوكيد” أي المرشدين غير المرخصين أنفسهم يعملون في أوراش البناء بالمدينة العتيقة في كل من سجن القصبة وضريح ابن بطوطة وبالدور الآيلة للسقوط لإعالة أسرهم في انتظار متى تفتح الحدود بين الضفتين
مشهد4:
في غياب السياح تبقى التجارة المزدهرة اليوم بالمدينة العتيقة هي “الحرشة” والمطاعم الصغيرة أو ما يطلق عليه ” الحفرة” التي تقدم كطبق رأسي لزبنائها القطاني، حيث لفت انتباهي أثناء جولة بدروب المدينة القديمة تناسل هذا النوع من الحفر، بل حتى بعض البزارات شرعت في تقديم “العدس والبصل” للعاملين بالأوراش المفتوحة بالمدينة حتى لا تصاب بالسكة القلبية
مشهد5:
من بين أكثر المتضررين أيضا من جائحة كرونا الباعة المتجولين في القطاع السياحي، مع العلم أنهم لم يسلموا من أداء الضريبة على الدخل، فهل قدمت أو أدرجت غرفة التجارة والصناعة والخدمات التي تنتمي إليها هذه الفئة لكي تستفيد من أي برنامج مستقبلي