هذه هي شروط “اللعبي” لوزارة الثقافة المغربية لاسترجاع تراثه
يوسف شبعة
عدد كبير من المبدعين المغاربة منهم روائين وشعراء ومفكرين سلموا أرشيفهم الشخصي من مسودات روائية ورسائل ومقتنيات شخصية إلى الهيئة الفرنسية للأرشيف، من بين هؤلاء الكتاب المعاصرين نجد الروائي الطاهر بن جلون.
الشاعر الكبير والمناضل عبد اللطيف اللعبي الفائز بجائزة الكونغور الفرنسية للشعر؛ صرح خلال استضافته ببرنامج بيت ياسين الذي تبثه قناة الغد ويقدمه الاعلامي ياسين عدنان؛ أنه بدوره سلم كل ما يتعلق بأرشيفه الابداعي للهيئة الفرنسية للأرشيف.
إقدام صاحب رواية “قاع الخبية”على إيداع أرشيفه بعاصمة الأنوار بدل المغرب أثار موجة استغراب لدى كثير من المهتمين بالشأن الثقافي بالمغرب.
غير أن اللعبي أوعز القرار إلى غياب هيئة للأرشيف بالمغرب على درجة من الخبرة والمصداقية مثل ماهو موجود بفرنسا وحسب المناضل عبد اللطيف اللعبي فإن نقل تراثه إلى المغرب يبقى واردا حسب العقد الذي يجمعه مع هيئة الأرشيف الفرنسية؛ متى توفرت نفس الشروط لدى وزارة الثقافة المغربية حتى بعد مماته.
إذا كان المناضل عبد اللطيف اللعبي ، الذي أكن لشخصه خالص الاحترام والتقدير، ينتظر أن تتوفر بلاده المغرب على شروط مثالية حتى يعيد لوطنه تراثه الإبداعي الذي أودعه في إحدى دور الأرشيف الفرنسية، فإن المؤسسات المغربية، وفي مقدمتها مؤسسة أرشيف المغرب، تنتظر بدوها من الفنانين والسياسيين ونساء ورجال الفكر المغاربة أن يثقوا في المؤسسات الوطنية ويأتمنوها على تراثهم الذي به تكتسب الخبرة والمصداقية. وقد قام بعض هؤلاء – أو ذويهم- فعلا ، مشكورين، بائتمان مؤسسة أرشيف المغرب على ذخائرهم ، تفعيلا للمادة 24 من القانون 69/99 المنظم للأرشيف . ومن ثمة توفرت لدى المؤسسة حوالي خمسين مجموعة من أرشيف الخواص المغاربة والأجانب، نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر الأرصددة التالية : محمد جسوس- مولاي أحمد الوكيلي- محمد العربي المساري- عفيف بناني- عبد الله شقرون- شمعون ليفي- عبد الحق المريني…واللائحة طويلة. وقد كان بودنا أن نجد اسم السيد عبد اللطيف اللعبي ضمن هؤلاء، ويكون بذلك قد ساهم في إضفاء المصداقية على مؤسسة مغربية صنفت منذ 2012 في عداد المؤسسات العمومية الاستراتيجية.