محمد الغول يكتب :”سم في العسل ؟!”
ليس من عادتي متابعة كرة القدم المغربية وأخبارها ، فقدشفيت من هذا المرض منذ زمن طويل ، لكن هذا الخبر فرض نفسه علي بقوة إنتشاره عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، الأمر مرتبط بتعليقات إذاعية ، صاحبت إعلان فريق إتحاد طنجة لكرة القدم عن عدد كبير من الإصابات بفيروس كوفيد 19 في صفوف لاعبيه ، وحتى إدارييه ، و بالتالي عجزه عن إجراء مقابلته المقبلة برسم البطولة الوطنية ، هذا الحدث تحول الى جدل بين النادي و الجامعة ، و إذا كنت أعتقد أن شكوك الجامعة تبقى مشروعة في إطار التدبير الاداري ، و يسهل على النادي معالجتها بشواهد طبية ، و ينتهي الأمر عندها ، لكن للأسف ليس هذا ماحدث ؟!.
الحدث شهد توترات على الجوانب و الهامش ، و نبتت له أجزاء سرطانية خطيرة ، و السبب تناول إعلامي ، سأكتفي بوصفه بغير المسئول لإحدى الإذاعات الرياضية الخاصة ، و لسنا هنا بصدد محاكمة النيات ، بل فقط بالأقوال و التلميحات التي تضمنتها ، التي كانت سما زعافا في العسل ، سما مزركشا بعسل التحليل الرياضي و الكروي و الاداري ، أشعل حربا على مواقع التواصل الإجتماعي بتداعيات خطيرة ، تمس لحمة الوطن و المجتمع ، كلنا نعلم الحزازات التي تخلقها عوالم كرة القدم ، فأن تصب عليها بغبائك المعرفي مزيدا من الزيت الملتهب ، فهذا لعب بالنار يجب التعامل معه بحزم و صرامة ، وهنا أطرح سؤال حول غياب صوت الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري ( الهاكا) ، المسئولة الأولى في هذه النازلة .
لا أحد يجهل خطورة الإعلام وما قد تتسبب فيه إنزلاقات بسيطة له من عواقب وخيمة ، الأمر الذي يحمل الإعلاميين مسئولية أخلاقية وقانونية على أقوالهم وكتاباتهم ، هذه المسئولية التي تتطلب تكوينا معرفيا وقانونيا يغيب بشكل مهول في فضائنا الإعلامي الوطني ، بسبب سيادة الحشو و البحث عن ( الرخيص ) و ( الكم ) و الاثارة على حساب الجودة ، و المسئولية و الافادة ، الواقع الذي يجعلنا عرضة لهذه المنزلقات الخطيرة ، صحيح أن الموضوع كان كرويا ، لكن التداعيات لم تكن كذلك ، و تكفي جولة على مواقع التواصل لمتابعة التعليقات و التدوينات و الجدل و تبادل الاتهامات و السب و الشتم و القذف …الذي خلفته التعليقات الاذاعية غير المسئولة المقصودة هنا ، لتتأكدوا و تعوا أنها كانت سما في العسل ؟!.
محمد الغول
mohamed_elghoul@hotmail.com