من أجل حفظ حقوق المستهلك و توفيرها له أقر ديننا الحنيف على ضوابطتحمي المستهلك و المشتري و المنتج من الممارسات التسويقية المحرمة.
فقد دعا الإسلام إلى مجموعة من الضوابط و الأحكام الضامنة لحقوقالمستهلك في عملية البيع و الشراء من مثل : تجنب الغش و الخداع و البعدعن التغرير و التدليس و منع الاحتكار حتى يتمكن المستهلك تحقيق أمثلدرجات الإشباع الاقتصادية و النفسية براحة و اطمئنان، على أساس تجاوزالمنافع المادية أو الجانب المادي لحياة الإنسان بالتركيز على البعد المعنوي والروحي في شكل توجيهات خلقية و قيم لنمو حياة الإنسان.
و مع اقتراب الأعياد و الاحتفالات بالمناسبات الدينية ، تفتح أبواب الاستغلالو المكر و الغش و رفع الأسعار و حرية الشناقة و الوسطاء واللامبالاة……مما يؤثر سلبا على صحة و سلامة المستهلكين و جيوبهم :
جدلية من غشنا ليس منا / الله يجيب الغفلة بين البائع و المشتري.
المسكين كيعيش مع المسكين .
إن الأعياد و الاحتفالات الدينية بصفة عامة ( رمضان. عيد الأضحى. عاشوراء. المواسم…) تشكل إحدى المناسبات التي يرتفع فيها الطلب علىمجموعة معينة و محددة من المنتجات ، إذ يبلغ ذروته القصوى ، مما يؤديإلى انتشار الفوضى و استغلال ضعف و رغبة المستهلك الذي لا حول ولا قوةله، و بالتالي إلحاق الضرر بمصالحه الاقتصادية و سلمه الاجتماعيالخاص باستنزاف جيبه، باعتماد العديد من وسائل الاحتيال و الخداع والتدليس من طرف العديد من التجار و الشناقة و قراصنة الفرص ، لأنالأعياد و المواسم الدينية و التراثية دجاج يبيض ذهب .
في السنوات العادية كانت سلامة المستهلك و الأطفال أمام محك جودةالمنتوجات المعروضة بمناسبة عاشوراء و كان التلوث السمعي و مخاطرالمفرقعات من الأولويات ، أما في زمن الجائحة فسلامة الوطن في المحك، لايختلف إثنان حول تداعيات الاحتفال بعيد الأضحى على خارطة انتشار وباءكورونا المستجد ، كثيرة هي الدروس و العبر التي ينبغي أن نستخلص منتفشي وباء كورونا ؟
بمناسبة عاشوراء لموسم 2020\1442 عادت حليمة إلى عادتها القديمة وكأن فيروس كوفيد 19الفتاك غير موجود بيننا ، غياب تام لكل ما يتعلقبالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية و الضوابط الاحترازية الخاصةبمحاربة الوباء و حالة الطوارئ الصحية ، يسجل بالعين المجردة في كلالمنصات التجارية غياب : التلفيف المعتمد .العنونة .الاعتماد الخاصبالمنتجات الغذائية. الصلاحية.شروط العرض و التخزين الصحية. كلالمنتوجات معروضة في الهواء الطلق .تسهيل عملية اللمس و الاختيار والتذوق…
بعض المراكز التجارية العصرية وضعت منصات صغيرة بالمناسبة، لاتتعدى مساحتها 4امتار مربعة تعرض بضائعها و منتوجاتها على المستهلكفي أجواء متميزة و خاصة لجلب المستهلك( رائحة العود و العطور والموسيقى الأندلسية و الامداح…) لكن بالطريقة الغربية اخدم نفسك بنفسكبدون توفير قفزات و مواد التعقيم ….
هل من دليل خاص بعاشوراء في زمن الكورونا ؟؟؟ خاصة أن الإقبال كبيرعلى بعض المنتوجات يفتح المجال لإغراق الأسواق بمواد غذائية و لعبالأطفال المجهولة المصدر ؟؟؟ و أن التجارة و الاستهلاك العشوائي خط أحمرفي زمن الفيروس الفتاك و السريع الانتشار؟
نسجل للأسف الشديد غياب رؤية و استراتيجية وقائية خاصة بالمناسبةلتنظيم و ضبط و تشجيع الاستهلاك و التجارة السليمة بهذه المناسبة وفقدفتر تحملات يحمي التجار و الأطفال و المستهلكين و يحارب انتشار فيروسكورونا المستجد ، حتى لا ندخل إلى بؤر عاشوراء الوبائية لأننا لم نخرج بعدمن بؤر عيد الأضحى؟