بالرغم من الظرفية التي يعيشها المغرب بسبب تداعيات جائحة كوروناالاقتصادية و الاجتماعية و أثرها السلبي و القاسي على الملايين من الأسرالمغربية، قفزت أسعار اللحوم البيضاء ( الدواجن ) في الفترة الأخيرة إلىمستويات أرهقت القدرة الشرائية للأسر المغربية التي تقبل عليها بكثرة منأجل تعويض ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء و الأسماك.
وقد وصلت أسعار الدجاج في السوق إلى حوالي 22\20درهم للكيلوغرامالواحد بالنسبة للدجاج الحي ، و حوالي 40/35درهم بالنسبة للجاهز.
ويعتبر هذا السعر من بين الأعلى في سوق الدواجن منذ بداية الجائحة حيثعرف انخفاضا ملحوظا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفي هذا السياق و علىغرار الحملات السابقة التي خاضها المستهلك المغربي الداعية إلى مقاطعةمنتوجات معينة ، أطلق نشطاء ” هاشتاغ” جديدا يحمل اسم ” خليها تقاقي“.
وطالب عدد من النشطاء رواد مواقع التواصل الانخراط في هذه الحملة وتوسيعها، للفت انتباه الجهات المسؤولة و دفعها من أجل مراجعة أسعاراللحوم البيضاء .
وفي هذا الصدد أكدت الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن في بلاغ لهاحول ارتفاع أسعار الدواجن ” إن ارتفاع الأسعار ناتج عن التراجع الكبيرفي مستوى العرض مقارنة بالطلب بسبب تقلص الإنتاج الناجم عن التوقفالاضطراري للعديد من المربين عن النشاط بعد الخسائر الفادحة و الرهيبةالتي تكبدوها طوال الأشهر الستة الماضية و الناتجة عن حالة الطوارئالصحية كوفيد 19، التي فاقمت أزمة القطاع و هددته بالانهيار“.
و إذا كان الارتفاع مفاجئا للمستهلك و الرأي العام ، فالجمعية الوطنيةلمنتجي لحوم الدواجن APV عبرت غير ما مرة عن تخوفها من تداعياتاستمرار استنزاف مالية المربيين طوال الشهور الماضية و تداعياته علىقدرتهم في الاستمرار في الإنتاج، مع ما سيتبع ذلك من ارتفاع الأسعار، وبالفعل و حسب نفس البلاغ الذي تتوفر “لاكرونيك“ على نسخة منه، فمنذأواسط شهر يوليوز الماضي ، لوحظ توقف عدد كبير من المربين عن نشاطهمالإنتاجي بعزوفهم عن اقتناء الكتكوت الذي عرف بسبب ذلك انهيار كبير فيأثمنته وصلت إلى مستوى صفر درهم خلال أسابيع عديدة.
وفي هذا السياق صدر بلاغ آخر من نفس الجمعية إلى جميع مربي الدواجنبالمغرب بتاريخ 23سبتمبر 2020 جاء فيه ” بلغ إلى علم الجمعية أن بعضالمحاضن تتمكن من تسويق كتكوت اليوم الواحد بأثمنة مرتفعة جدا ، وصلتإلى مستوى 7دراهم للكتكوت، و الجمعية إذ تشجب هذا النوع منالمضاربات و تأسف لغياب الإحساس بالمسؤولية لدى الطرفين بسبب ماسينتج عن هذا من تشجيع للمحاضن على الزيادة في الإنتاج، وكذا الرفعالغير معقول في تكلفة الدجاج بالنسبة للمربين في وقت لازال القطاع يعانيمن تبعات انهيار الطلب على لحوم الدواجن بسبب الجائحة“.
وذكرت في نفس البلاغ المربين أنه” مباشرة بعد البوادر الأولى لارتفاع الطلبعلى الكتكوت قامت المحاضن بزيادة كبيرة في عدد البيض المدخل لآلاتالتفقيس ابتداءا من أواخر الأسبوع الأول من سبتمبر، وعليه فمن المنتظر أنتكون هناك زيادة كبيرة جدا في إنتاج الكتكوت ابتداءا من الأسبوع المقبل. وقدمت الجمعية ملتمسا في نفس البلاغ جاء فيه ” إننا نحث المربين أنيأخذوا هذا المعطى بعين الاعتبار خلال عملية شراء الكتاكيت، للدفع فياتجاه تخفيض اثمنة الكتاكيت ابتداءا من الاثنين المقبل إلى مستوياتمقبولة، و الجمعية تحمل المنخرطين في هذه المضاربات كافة التداعيات التييمكن أن تنتح عنها بالنسبة لهم على الخصوص، و بالنسبة للقطاع بصفةعامة. لهذا وفي هذه الظرفية الحساسة و الصعبة دعت الجمعية إلى التحليبروح المسؤولية و القطع مع ثقافة المضاربة ، لما فيه صالح الجميع من مربينو مزوديهم و مستهلكين.
و في نفس السياق قالت الجمعية المغربية لمربي الدواجن أن مرد ارتفاعأسعار الدواجن في بعض الأسواق المغربية، يعود إلى توقف عدد كبير منالمربين الصغار و المتوسطين عن مزاولة تربية الدواجن، وذلك راجع للخسائرالكبيرة التي تكبدوها بسبب تداعيات أزمة كورونا، فضلا عن ما أسمته ” استفراد المربين الكبار و الشركات بهذا القطاع“.
كما أبرزت الجمعية ” أن الجهات الوصية عن القطاع لم تعمل على ضماناستقرار هذا القطاع ، وتأهيل الشرائح الاجتماعية العاملة فيه، و التي تشكلالعمود الفقري في استقراره محذرة من ” استغلال هذه الظرفية الاستثنائيةمن لدن اللوبيات المرتبطة بالقطاع، و التي تتصارع حاليا حول الاستقواء والسيطرة على السوق لتسعر المنتوج بالربح الذي يرضيها، و غالبا لن يكونإلا مضرا بالقدرة الشرائية المتدنية للمستهلك “.
ومن جهة أخرى طالبت الجمعية المغربية لمربي الدواجن “السلطات الوصيةبإيجاد حلول جذرية للمشاكل التي تجعل هذا القطاع غير مستقر، و ضمانالأمن الغذائي منه، داعية للاحتياط و الحذر حول أثمنة الفلوس، التي حتماجاءت نتيجة تهافت المربين عليه” ، و اعتبرت الجمعية ” أن استفراد المربينالكبار و الشركات بهذا القطاع يسبب اضطرابات قوية في القطاع و سيؤديثمنها المواطن البسيط ” .
في الأخير وبعد توضيح وجهة نظر الهيئات المهنية تجدر الإشارة أن جمعياتحماية المستهلك بالمغرب دأبت على الترافع و الشكوى من انتشار المريشات والمسالخ العشوائية والغير مرخصة و استمرارية بيع الدجاج الحي بدون حدأدنى من المراقبة الصحية والبيطرية و الغياب التام لشروط النظافة و السلامةالصحية و كذلك ذبح بيع لحوم الديك الرومي بالتقسيط في الأسواقالأسبوعية و كثرة الوسطاء و الشناقة في القطاع و انتشار ضيعات تربيةالدواجن بالإقليم الغير مرخصة و المعتمدة و استعمال الصناديق و وسائلالنقل التي لا تحترم القوانين الجاري بها العمل مع غياب الاعتماد والترخيص و الصلاحية و العنونة لغالبية اللحوم البيضاء المعروضة في السوقللاستهلاك …..مظاهر و مؤشرات تؤكد تطبيع المواطن المغربي مع العشوائية،أما آن الأوان لمقاطعة التطبيع مع هذه المظاهر و السلوكيات التي تهدد الأمنالصحي للمغاربة في زمن فقدان المناعة أمام فيروس كورونا المستجد.