من بين أكثر الشخصيات التي كانت تتداول أسماؤها بطنجة وبالأحياء الشعبية وبالخصوص بالمدينة العتيقة خلال فترة التسعينات هي الأستاذة عائشة، كانت إطارا بوزارة الشبيبة والرياضة إضافة لمحمد الهسكوريالمعروف في الأوساط الرياضية بطنجة بخاي أحمد“التشكولاطي”
هذه الأسماء ساهمت في انتشال عدد كبير من الشباب من مستنقع المخدرات والجريمة، وفي اكتشاف عدة مواهب رياضية
مما يحسب للأستاذة عائشة، الانتشار الواسع لكرة السلة في الأحياء، مثل حي بن عليم والذي كان رائدا في ممارسة كرة السلة، وتقام به بطولة للكرة البرتقالية، كما يعود للمدربة عائشة الفضل أيضا في اكتشاف عدة أسماء في كرة السلة مثل أحمد قجاج، فهد باحيد، الدقني، وغيرهم ممن طوى نسيان أسمائهم
أذكر عن الأستاذة عائشة، أنها كانت كلما افتقدتنا من حولها بدار الشباب، أو بالأحرى افتقدت شغبنا، تهرع لتتفقد أحولنا بالحي، مطالبة إيانا أن نعود لنداعب الكرة البرتقالية بساحة دار الشباب، مستعملة معنا كل وسائل الإغراء، هذا دون الحديث عن سهرها الشخصي في كل صغيرة وكبيرة بالظهور في أبهى حلة أثناء في مرورنااستعراضات عيد العرش فكانت تدفع من جيبها ثمن “الكروصات” و” ريبي جميلة” …وما أدراك ما كروصاتالروكسي يومها
سر تفوق عائشة والتفافنا حولها أنها كانت بالنسبة لها دار الشباب، دارها وأما نحن فأطفالها، وهذا هو سر نجاح العمل الجمعوي خصوصا الرياضي، الذي تحول للأسف في طنجة إلى منزلق خطير (لا رياضي) استعملت فيه كل مصطلحات السب والشتم والتخوين طبعا، و المؤسف أنها انتقلت من عالم المقاهي إلى عالم الفيسبوك ( لم يكن الفيسبوك يوما عالما لحل المشاكل)
مما يحز في النفس، أننا لم نكن نعرف يومها أن الأستاذة عائشة كانت ترى فينا مواهب تحتاج فقط من يواكبها إلى أن يحين وقت حصدها للألقاب والميداليات الذهبية، وليست مثل الميداليات التي كانت تطوق بها أعناقنا الرقيقة من عند بائع الملابس الرياضية ” البقالي” لنتذوق طعم الأبطال،وبمناسبة الحديث عن دار الشباب بالمصلى يبقى هذا السؤال معلقا: ما سبب أفول وهجها ؟ فهل يعيد ترميمها ألقها…أم أن السر كامن في روح مثل روح عائشة
أما “خاي أحمد“ الذي ودعناه بحر هذا الأسبوع في صمت، مثلما كان يشتغل في صمت، للأسف لم يلتفت إليه أحد وهو طريح الفراش رغم عظم ما قدمه من عطاء، الأخيرلا يختلف عن عائشة في شيء بل يجمعهما حب الرياضة، ويتشاطران نفس الهم ربط الشباب بالرياضة بدل أن يقعوا في شرك المخدرات
ما قدمه “خاي أحمد“ لأجيال من الشباب وعلى امتداد أكثر من عقد، هو من عمل المجالس المنتخبة والوزارة الوصيةعلى قطاع الشبيبة والرياضة، في المقابل كان مصير الرجل الجحود والانكار، حتى صارت القاعدة التي لا يشذ عنها،أن مصير كل من يهتم بتأطير الشباب ينتظره النسيان إلى أن يسلم الروح إلى ربها في ركن من أركان بيته، هذا إن لم يطرد إلى الشارع بحكم قضائي …….وفي الأخير نبحث عن أسباب الاغتصاب؟
بقي فقط باسمي وباسم جيل بأكمله، أن نشكر الأستاذة عائشة على ما قدمته لنا في مرحلة يحتاج فيها الغرس إلى كثير سماد حتى يستوي عوده ويشتد (وصلني خبر فقدانها لنعمة البصر) والترحم على روح الفقيد “خاي أحمد”
إنا لله وإنا إليه راجعون