شهد الشأن الثقافي بالحسيمة ، زخما مهما في السنوات الأخيرة , سواء من حيث البنية التحتية , ببناء عدد من المرافق المهمة , و لا يزال عدد أخر منها قيد الدراسة و التشييد ، كما من حيث المستوى , حيث نشطت بالمدينة فرق مسرحية ومهرجانات ثقافية وفنية , وغيرها من الابداعات , في ظل هذا الزخم , أعلن عن تعيين مديرة إقليمية جديدة للقطاع , تفاءل كثيرون بما يمكن أن تقدمه من إضافات نوعية , باعتبار أن التعيين ولابد كان على أساس برنامج عمل لتطوير القطاع , تقدمت بهعند ترشحها للمنصب, رغم أن آخرين اعتبروا هذا التعيين خطأ من وزارة الثقافة , في غياب أي علاقة للمعنية بالقطاع .
بعد مضي أزيد من سنة على تعيين المديرة الجديدة ، كثيرة هي الأصوات الغاضبة والمستاءة من تدبيرها للقطاع , بدأت ترتفع من داخل وحتى من خارج أسرة الشأن الثقافي بالإقليم , متحدثين على إصرارها على تحويل المنصب والقطاع مطية لتحقيق أهداف ومصالح شخصية وأسرية , بشكل ينذر بتأثيرات سلبية على القطاع .
المهتمون بالشأن الثقافي بالمدينة , يتناقلون بشكل ساخر كيف أن المديرة الإقليمية للثقافة بالحسيمة , مباشرة بعد توليها المنصب , و بشكل متعالي , تستعمل الباب الخلفي عوضا عن الرئيسي للمركز الثقافي مولاي الحسن -حيث يتواجد مقر المديرية الإقليمية للثقافة بالحسيمة– في الدخول و الخروج , حتى لا يتتبع مرتفقواالمركز زياراتها النادرة , وهي التي غادرت مباشرة بعد تعيينها في عطلة زواج مطولة ، مهملة مصير تدبير المرفق العام , لكن دون أن تنسى استغلال وسائله ( سيارة المصلحة ، البنزين ، الهاتف النقال الخاص بالإدارة …. ) .
هذه البداية غير الموفقة للمديرة الجديدة , كان لها بالغ الأثر على الموسم الثقافي لسنة 2020 , حيث عرف جمودا تاما من حيث الأنشطة المقدمة على صعيد التراب الوطني , سبق جائحة كورونا و ما تلاها من حجر صحي و إغلاق لجل المرافق الثقافية التي لم تفتح أبوابها إلى حدود الساعة, بسبب انشغال المديرة الإقليمية بشؤونها الأسرية و الشخصية , وطموحاتها الانتخابية كمنتخبة في المجلس الجماعي للمدينة الحسيمة .
المديرة الجهوية ودائما حسب المهتمين بالشأن الثقافي بإقليم الحسيمة , تجاهلت كل الأصوات المستنكرة و في تحدي واضح , و بشكل خلف حالة ذهول و سخرية عارمة, تم تتويج أقاربها و حتى ابنتها بالجائزة الأولى , لمسابقات ثقافية , نظمت عن بعد , في خرق لكل قواعد الشفافية والحياد , هذه المسابقات التي نظمت بأمر منوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة , عبر مذكرة دعت إلى كسر الجمود الذي عرفه القطاع خلال مرحلة الحجر الصحي .
المديرة واصلت سياسة الأذن الصماء , حيث وضعت يدها على سيارة المصلحة لتسهيل تنقلات الموظفين العاملين بالمديرية , بغرض مواكبة المشاريع الثقافية المنجزة على تراب إقليم الحسيمة ، مسخرة إياها في تحركاتها الشخصية و حتى خارج أوقات العمل و أيام العطل ، إضافة إلى استغلالها في جل تحركاتها المتعلقة بمهامها كمنتخبة ، بل و أكثر من ذلك منحت صلاحية استعمال سيارة المصلحة لأحد أفراد أسرتها, مقابل المنع التام للموظفين , من استعمالها في مهامهم الوظيفية .
المديرة الإقليمية للثقافة بالحسيمة , ووسط كل هذه الحالة من القلق والاستياء , حول مصير القطاع , تتعمد ترك التساؤلات تتراكم بدون جواب , غير مبالية , مصرة على استمرار حالة الجمود والفراغ و خدمة المصلحة الشخصية و الأسرية , على كل مستويات التسيير سواء الإداري أو الفني أو المالي , كأن لسان حالها , اشربوا البحر , ما حول الأمر إلى مخاض لا يعلم أحد عواقبه , على الشأن الثقافي بالحسيمة بعد أن كان راكم زخما ايجابيا كبيرا في السنوات الماضية .