يوسف شبعة يكتب :الانتخابات بطعم ” الهاش”
عرف الأسبوع الذي نودعه مجموعة من الأحداث، بدأت بالمطر الهتون الذي جرف معه الأبقار والأغنام والمرشحين بالهجرة السرية تحت جسر القصر الصغير، والذين ربما كانوا يمنون أنفسهم مع اقتراب الصيف بظهور” الزودياك” بشاطئ القصر الصغير، الزورق السريع الذي اعتاد في مثل هذه الأيام مع اقتراب فصل الصيف بنقل الحالمين إلى الضفة الأخرى، ولحد الساعة مازالت الأسئلة معلقة عن طبيعة هذا الزورق ومن يقف وراءه؟ الزورق “المخلص” الذي صار حديث الساعة يومها، وكلنا يتذكر كيف كان شارع باستور يعج بالشباب من كل أنحاء المغرب، يدرعون “البولفار” جيئة وذهابا وعلى ظهورهم محفظات الظهر، يسألون عن أيسر وأسهل الطرق إلى سيدي بن يونس بمعنى “بليونش ”
خلال الأسبوع المنصرم أيضا، تم توقيف قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية من قبل الدرك في طريقها إلى مناطق وعرة بتخوم ورززات، بحجة أوهن من خيوط العنكبوت، وهي خرق حظر الحجر الصحي، تقود القافلة المستشارة خديجة الدادي، الغريب في الأمر أن قافلة للسيارات رباعية الدفع يقودها اسبان نظمت رحلة إلى تخوم ورززات شهر يناير الماضي، وتم استقبالها بالورود عند مدخل المدينة و تم إخضاع جميع السائقين لاختبار الكشف عن الإصابة يفيروس كرونا، القصة لم تقف عند هذا الحد، بل نشر قائد القافلة على حسابه بالفيسبوك فيديو، يظهر الممرضة وهي تدخل في أنفه كلاب)بضم الباء( للكشف عن فيروس كرونا واصفا الطريقة بالبربرية!
لكن يبقى أهم حدث ميز الأسبوع الذي نودعه، التصويت بالبرلمان على قانون القاسم الانتخابي، الاستثناء المغربي في الانتخابات، القانون الذي صوت عليه في الهزيع الأخير من الليل، وسط خرق لقانون الطوارئ من قبل المشرعين، القانون الذي سيدق المسمار الأخير في نعش الديموقراطية التي نفخ فيها أكثر من اللازم، وهكذا سنشهد احجاما غير مسبوق على صناديق الاقتراع، مع عودة الوجوه البئيسة )أصحاب الشكارة( إلى حلبة الصراع السياسي وهي الوجوه االتي تم رفع صورها “بالشطابة“ خلال حراك20 فبراير
الأحداث لم تقف خلال هذا الأسبوع عند هذا الحد، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع عرض الخطوط العريضة للبرنامج التنموي الجديد والذي يشرف عليه وزير الداخلية السابق بنموسى، صادقت رئاسة الحكومة على مشروع قرار تقنين ” الهاش” قبل ذلك وافقت لجنة الداخلية بالبرلمان على جواز استعمال صور الملك خلال الحملات الانتخابية من قبل الأحزاب في الانتخابات المقبلة
لكن يبقى السؤال المعلق بعد جواز تقنين “الكيف” هل ستتضمن برامج الأحزاب خلال الحملات الانتخابية المقبلة عروضا في تسويق وبيع “القنب الهندي” لاستمالة الناخبين ! هل سنشهد حملات انتخابية بعناوين من قبيل ” صوت فرصتك للعشبة” كل هذا ستجيب عنه الأيام المقبلة، غير أن ما هو مؤكد أن “العشبة” ستخلط الرؤوس قبل أوراق الأحزاب السياسية