الجرافات “بتاغازوت باي” و صلاة الاستخارة بطنجة الكبرى
حسن الحداد
تداعيات الغضبة الملكية بخصوص المشروع السياحي بشمال أكادير “تاغازوت باي ” مستمرة في الزمان و المكان و بسرعة الضوء ،ساد تخوف في جميع المدن الكبرى ، الكل في انتظار الهزات الارتدادية التي ستشهدها خريطة الاستثمارات و المشاريع الكبرى في ربوع الوطن من السعيدية إلى الكويرة.
فبعد برنامج الحسيمة منارة المتوسط و ما عرفه من إعفاءات، اهتزت مجددا مكاتب المسؤولين الترابيين، و المجالس المنتخبة،و الوكالات و الصناديق و مراكز الاستثمار….و الشركات العقارية الكبرى على وقع زلزال قوي الذي ضرب “تاغازوت باي” بقوة 10 درجات على سلم المحاسبة و الشفافية.
قلق جارف و إعلان لحالة الطوارئ بين المقربين و ذوي المصالح المشتركة بطنجة الكبرى، بسبب احتمال زيارة ملكية ،وأن زلزال قوي محتمل أن يضرب المدينة من الجهتين المتوسطية و الأطلسية، فإن الخبراء يتوقعون أن يكون أقوى زلزال المحاسبة يضرب المغرب منذ الاستقلال.
يؤكد علماء المستقبليات أن الهزات الارتدادية لزلزال “تاغازوت باي” ستتحول بقدرة و بفضل حجم الاختلالات التي تشهدها المدينة إلى إعصار تسونامي، حتى تكون أعنف غضبة محاسبة سيشهدها المغرب.ستقضي على الأخضر و اليابس لتسهيل عملية البناء لعهد جديد لطنجة الكبرى في ظل النموذج التنموي الجديد.
طنجة عرفت أكبر استثمار عمومي إلى يومنا هذا، وقد تميزت الخطب الملكية خلال السنوات الأخيرة بنفس نقدي تناول مختلف القضايا تهم البلاد و المواطن ، كما اعتمدت المقاربة التوجيهية الصارمة إلى مدبٌري الشأن العام الوطني والمحلي ، فمضمون الرسالة الموجهة في الخطابات كان التشخيص اللاذع للواقع و الانتظارات المطلوبة على أرض الواقع، ولتجاوز هذا الإشكال ،أصبح من الضروري تفعيل المبدأ الدستوري المتمثل في ربط المسؤولية بالمحاسبة ، والقطع النهائي بازدواجية التدبير ، وأن التنمية بالمغرب تسير على سكتين، سكة متقدمة في النصوص و التشريعات و الأوراش الكبرى تحدد معالمها التوجهات الملكية و الاستراتيجيات و المخططات و البرامج الوطنية ،و سكة بطيئة السير في التنزيل و التفعيل و سيادة القانون و دسترة القضايا بربط المسؤولية بالمحاسبة، و أن المغرب في حاجة إلى رجال صادقين هدفهم الأساس خدمة الوطن و المواطنين و فق التوجهات الملكية و المصلحة العامة.
في هذا السياق ، عاشت طنجة عقودا من التدبير العشوائي حيث كانت خصومة طويلة للمدينة مع ساكنتها و تاريخها و مجالها البيئي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي و بناها التحتية و الفوقية، عقود من التدبير الحضري السيئ ، الانتشار الواسع للبناء العشوائي، السطو و نهب الأراضي( الملك الغابوي، الأحباس، الجموع و السلالية، الملك البحري ، أملاك الدولة و القطاع الخاص و التفويتات المشبوهة….) ضعف البنية التحتية و الفوقية (المرافق العمومية ) إلى أن جاء المشروع الملكي برنامج طنجة الكبرى ليجعل من مدينة طنجة متصالحة مع نفسها ،لأن المبادرة الملكية كانت فرصة لإنقاذ المدينة من سكتة قلبية و جلطة دماغية.
مازالت المرافق التي تم إنجازها بفضل برنامج طنجة الكبرى مغلقة و غير مشغلة ، التي لم تعرف النور إلى يومنا هذا، رغم انتهاء المدة المحددة لإنجاز برنامج طنجة الكبرى. البناء العشوائي يزحف بقوة في مناطق إستراتيجية يمكن تثمينها و توظيفها لتكون قاطرة للتنمية المحلية، نذكر بالخصوص الجهة الشرقية و موقعها الاستراتيجي ،استثمارات خاصة في الملك الغابوي شوهت جمالية المدينة و خصوصية عاصمة البوغاز المطلة على مضيق جبل طارق و حرمت المدينة من الاستثمار الاقتصادي و السياحي يعود بالنفع و التنمية على المدينة و الأجيال اللاحقة( غابة المريصات نموذجا ) ، المناطق المضافة ثم أحزمة الفقر و المناطق غير المهيكلة و البناء في الأودية و استمرار مظاهر التلوث و الأودية العارية و مصبات المياه العادمة و انتشار الروائح الكريهة و فشل برامج تأهيل الشاطئ البلدي و مرقالة و غياب حماية فعلية لغابة جبل أشقار الكبير و فشل شركات التدبير المفوض بالالتزام ببنود دفتر التحملات ،استمرارية تحويل الساحات الخضراء بالمجمعات السكنية إلى بنايات بفضل قانون الاستثناءات، طنجة الكبرى مهددة و كل المؤشرات تؤكد ذلك بالعطش و أغلبية السكن العمودي سينقطع عنه التزويد بالماء الصالح للشرب ،استمرار ظاهرة سقي الفضاءات و الساحات الخضراء بالماء الصالح للشرب، أما العالم القروي بإقليم طنجة الكبرى و المناطق المجاورة للمدينة في حاجة إلى إعادة الهيكلة لانتشار البناء العشوائي، فهل طنجة الكبرى في حاجة إلى برنامج جديد ثاني لمصالحة المناطق المجاورة مع طنجة الكبرى ؟؟؟؟
فتسونامي طنجة الكبرى سيضرب بمعالم الاختلالات التي تشهدها مدينة طنجة و ضواحيها بعد تنزيل البرنامج الملكي طنجة الكبرى، في المجال الاقتصادي و الثقافي و الديني و الاجتماعي و الحضري ،تقييم أثر و انعكاساته الإستراتيجية و الأهداف للبرنامج على أرض الواقع في محاوره الأساسية، التصور الترابي الجديد برؤية مندمجة و متوازية و بيئة اقتصادية مستدامة تثمن مزايا المدينة، و تعتمد على المؤهلات و مهارات السكان، بيئة اجتماعية قوامها التضامن و تنمية القدرات البشرية، و بيئة ثقافية لترسيخ الهوية و قيم الانفتاح و إعادة الاعتبار للتراث، و بيئة حضارية تعزز الرقي بنوعية الحياة و التحضر.
في سباق هذه الرؤية ترتفع أصوات الدعاء بسيدي بوعراقية للمطالبة بقضاء الحاجات و تفريج الكربات ،كما أصبح ضريح سيدي بوعراقية محج لسيارات ممولي الأفراح لتقديم الأطعمة للفقراء و المساكين و كثرت الهبات المالية المجهولة ،الجميع هنا بطنجة الكبرى من صناع القرار و رؤساء القطاعات و المصالح و الجهات الوصية و أباطرة الانتخابات…….يقيمون صلاة الاستخارة و يتبركون بالأضرحة و الزوايا حتى لا يكون أي أثر و تفاعل وسقوط و عواقب السيئة المتتالية لزلزال “تاغازوت باي ” ( تأثير الدومينو/ Effect Domino) و ليكون عهد” تاغازوت باي” بردا و سلاما عليهم ، هذا وقد عرفت مؤشرات بورصة بيع الكتب بطنجة ارتفاعا تجاوز مبيعات أشهر رمضان الأخيرة فيما يخص كتب أدعية فك الكرب و الهم ، و شروط صلاة الاستخارة و قواعدها.
أكيد أن زلزال” تاغازوت باي ” سيكون له ما قبل وما بعد بطنجة الكبرى، فإن لم تستعمل هنا الجرافات ،ستستعمل الأقلام للتشطيب عن كل من ساهم لعقود من تدبير الشأن المحلي ، و جعل من طنجة و ساكنتها و أجيالها تعيش أزمة بسبب هدر الزمن و المال لإصلاح مخلفاتهم السيئة و العشوائية، لابد من تسونامي و إعصار قبل الولوج إلى العهد الجديد و إلى النموذج التنموي الجديد بدونهم. فبإرادة و عزيمة المغاربة تحولت أقاليمنا الجنوبية إلى مناطق ديبلوماسية ، فبنفس الروح و الإرادة ستتحول طنجة الكبرى عاصمة البحر الأبيض المتوسط كقطب اقتصادي و سياحي و كمدينة مستدامة .
هل في المغرب سوى طنجة لو حقا يريد التغيير هذا الملك يبدأ بالفساد و الضعارة بمدينة مراكش التي أصبحت مرتع الفاسقين واهل الزنى ولا احد يحرك ساكن عن هذا الفجور العلني حيث الخليجيين يرتاعوا كيف يشاؤون بدون محاسب ولا مراقب أليس فيكم عزة وانافة وغيرة عن أبناء البلد ماهذا الدل؟
نسأل الله أن يزلل الأرض تحت أقدام كل الفاسدين ومن اوصل البلد لهذا المستوى البائس.