أمانديس ، عود على بدء
هذا الموضوع ، موضوع أمانديس ، الشركة المفوضة تدبير قطاع الماء و الكهرباء و التطهير السائل في طنجة كما في عدد من المدن المغربية الأخرى ، و موضوع التدبير المفوض في عمومه ، هو موضوع ذو شجون ، لأسباب متعددة منها ، التجربة نفسها التي أثبتت محدوديتها إن لم نقل فشلها في تحقيق الأهداف المرجوة منها و التي كانت في أساسها ، تحقيق الفعالية و تجاوز اختلالات التدبير العام ، ليتضح في النهاية أن تجربة التدبير المفوض ، اختلالاتها تتجاوز اختلالات التدبير العمومي ، و ربما من هنا القرار الجاري سياقه في التخلي عن تجربة التدبير المفوض و انشاء شركات جهوية لهذا الغرض ، تعوضها .
لماذا العودة الى فتح هذا الموضوع؟ ، رغم أني تناولته في مناسبات سابقة ، هو هذا التراكم في الاشارات المتعددة المحيلة على فساد ، تزكم الأنفس روائحه في تدبير الشركة بطنجة ، فساد يبدو حسب هذه الاشارات المتداولة و بقوة على منصات التواصل الاجتماعية مصحوبة بأدلة تؤكد ذلك حسب أصحابها ، تورط كبار مديري و مسئولي الشركة في اختلالات بمئات الملايين من الدراهم ، إشارات تصمت عنها حتى الآن الجهات الوصية ، خاصة وزارة الداخلية ، و النيابة العامة ، فلا توضيح خرج ، و لا تحقيق فتح ، ما يفتح الباب أمام تساؤلات بالجملة حول طبيعة هذا الفساد ، و حجمه ، والمتورطين فيه … خاصة أنه فساد دفع ولازال المواطن ثمنه من خلال زيادات كبيرة جدا في تعريفات الاستهلاك ، دون الحديث عن تداعيات ذلك على مداخيل الدولة من خلال الضرائب، وكذا خسائر الاستثمار … و تحت غطاء هذا الصمت ، و أمام تضخم التساؤلات و حجب الضباب والدخان ، فجأة ، سحبت ( أقالت ) وزارة الداخلية مسئولتها عن مراقبة تطبيق التدبير المفوض في طنجة ، بعد سنوات طويلة في هذا المنصب ، و لم تزحزحها عنه حتى تلك الاحتجاجات الصاخبة التي شهدتها المدينة ضد هذا التدبير ، المشكلة في هذا القرار المفاجئ أنه كما العادة ، قرار صامت الى حد السرية ، دون توضيح ، لماذا؟ و لماذا الآن بالضبط ؟ و ما علاقة القرار بفضائح الفساد التي تحدثنا عنها ؟ ، وهل هو نتاج تحقيق داخلي للوزارة في هذه الاتهامات ؟ و ما علاقة المسئولة بملفات الفساد هذه ؟ …أسئلة كثيرة و مزعجة ، يخلفها هذا الوضع المتراكم بأسئلته المؤرقة ، أسئلة تواصل بدون أجوبة ، أجوبة نحتاجها ، اذا أردنا فعلا أن نصدق شعارات ربط المسئولية بالمحاسبة ، و سيادة القانون و الشفافية ، غير ذلك ، هو مجرد كلام بلا معنى ، تذروه الشعارات الجوفاء ، و السلام
محمد الغول
mohamed_elghoul@hotmail.com
لاكرونيك 18/6/2023