بقايا آثار جديدة قرب شاطئ طنجة قد تعيد الاعتبار لورشة صناعية من العصر الوسيط
رشيد العفاقي
هل هي ورشة من العصر المريني لصناعة مراكب الصيد البحري بطنجة ؟
في إطار تفاعل العديد من متتبعي موقع 365yawm الإلكتروني مع موضوع “الجرافة و تاريخ طنجة مرة أخرى”، الذي تعرضنا فيه ل”لجريمة” الكاملة الأركان في حق تاريخ هذه المدينة بتعمد إخفاء و طمر مآثر تاريخية بساحة أسبانيا قبالة محطة القطار القديمة(البلايا )، سواء على منصات التواصل الاجتماعي او عبر الهاتف، أبى المؤرخ الطنجاوي، رشيد العفاقي، الاان يساهم بدوره في إماطة اللثام عن تاريخ هذا الموقع من خلال هذه المداخلة القيمة:
بداية أشكر الصحافي الذي رصد هذا الكشف الأثري الذي لا ينبغي أن يستهان به. إن عمليات الحفر في الرياض المقابل لمحطة القطار القديمة – والذي يجري الآن تسويته بالأرض- كشفت عن طبقة تحت أرضية كانت مستعملة في العصور القديمة. وبحسب الصورة المنشورة في بعض المواقع فإن المكان يظهر فيه شكل قوس من الآجور، وهذا النوع من البناء له شبه كبير بالبناءات التي أنجزت في العصر المريني ونجد له نظائر في فاس وسلا وشالة والقصر الصغير. وبما أن مكان البقايا المكتشفة يقع خارج سور البلدة القديمة لطنجة فإن الغالب أن تكون تلك البقايا لبناية ذات وظيفة تجارية أو صناعية مرتبطة بالحياة المعيشية لفئة من سكان طنجة في ذلك الزمن.
فإذا باشرت مصلحة الآثار أبحاثها في موضع البقايا الأثرية التي ظهرت أخيرا في بداية الجادة الكبيرة للشاطئ، وأكدت صحة انتمائه إلى العصر المريني، فإن البيانات التاريخية النصية، كما الصور التي نتوفر عليها والقريبة من تلك المرحلة، ترجح أن تكون تلك الآثار المكتشفة بالصدفة هي بقايا ورشة دار الصناعة، ونعني دار صناعة المراكب البحرية. ومن الجدير بالذكر أن شارع البرتغال، وهو الطريق الذي يمر بمحاذاة سور المدينة القديمة من جهة الشاطئ، كان يسمى باسم: طريق دار الصناعة، وذلك إلى حدود الثلاثينيات من القرن الماضي.
ومما يعزز هذا الافتراض الصورة التي رسمها جورج براون (Georg Baun) لطنجة سنة 1572م والتي يبدو فيها بوضوح كبير أقواس قاعات ورشة صناعة مراكب الصيد البحري في نفس موضع البقايا الأثرية التي برزت على السطح أخيرا.
هذا كله تصوّر مبدئي لما يمكن أن تمثله تلك البقايا المكتشفة، في انتظار أن تقوم مصلحة الآثار بإنجاز تقرير مفصل يوضح هذه المسألة من الناحية العلمية.