آلكسار.. واحدة من دور السينما العالقة بتخوم ذاكرة أهل طنجة
يوسف شبعة
ارتبطت ذاكرة أهل طنجة بالعديد من دور السينما، في وقت كانت فيه المدينة التي تعرف اليوم بالمليونية أو الكبرى، محدودة الأطراف، حيث كانت تتواجد يومها أغلب هذه الدور” صانعة الفرجة” بالمدينة العتيقة، ومن أبرز هذه الدورسينما فوكس بحومة بني يدر، سينما مريكان، سينما كابيطول والكسار المتقابلتين بساحة بباب الطياطرو أي المسرح.
يعد اليمين بنطوليلة وهو يهودي من أهل المدينة، واحد من أشهر صانعي الفرجة بطنجة، وهو المالك للعديد من القاعات السينمائية بالمدينة، منها سينما كابطولوميريكان وباريس، حيث كانت هذه الدور في بداياتها تعرض على شاشاتها أفلاما باللغة الاسبانية، قبل أن يصدر قانون بموجبه يمنع الدفع للشركات الاسبانية المزودة لهذه القاعات السينمائية بالعملة الصعبة مما اضطر صاحب هذه القاعات، وشريكه يوسف أبي طبول لشراء الأفلام باللغة الفرنسية من الدار البيضاء بدل اقتنائها من إشبيليا.
ساهمت هذه القاعات السينمائية بالمدينة العتيقة، على تعلم كثير من أبناء المدينة القديمة للغات الأجنبية خصوصا الإسبانية والفرنسية، كما ساهمت في تشكيل الذائقة الفنية والمسرحية للفنان الطنجي العربي اليعقوبي، فقبل ظهور الصورة كانت قاعة الكسار عبارة عن مسرح.
وفي هذا الباب يذكر المقاوم سي عبد الرحمان بحرقة وحنين يعتصره لموقع365 يوم، نتفا من ذكرياته بقاعة آلكسار والدمع يختط خديه قائلا: “مازلت أذكر مثل الأمس وكيف كان المرحوم العربي اليعقوبي يجمعنا مباشرة بعد خروجنا من القاعة بطريق تطوان المحاذي للباب الخلفي للسينما، ويوزع علينا الأدوار فيمشهد يحاكي المسرحية التي شاهدنها لتونا”.
إضافة للمرحوم العربي اليعقوبي، كانت البدايات الأولى للمدير السابق للمركز السينمائي المغربي نوردين الصايل ابن خوصفات مع عالم السنيما بفضل سينما الكسار.
فهل يعيد ترميم مسرح سينما آلكسار الروح الفنية إلى ساحة باب طياطرو وهل تجود علينا مسبقلا بمثل اليعقوبي وابن الفقيه الصايل، ولماذا لا يتم ترميم سينما فوكس أيضا بسوق الداخل ؟