طنجة: “البيدوفيليا” الطابو المسكوت عنه !!!
أنس الحداوي العلمي
الظاهر أن تصريحات رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، عبداللطيف العافية، الأسبوع الماضي لموقع محلي، عما يقع داخل العديد من الفرق من اغتصاب لأطفال مدارس كرة القدم المنضوية تحت لواء عصبة الشمال، قد أخذت أبعادا و تطورات مثيرة و مشوقة، حينما تفاعلت النيابة العامة بطنجة مع هذه التصريحات الخطيرة و أمرت بفتح تحقيق في ادعاءات رئيس العصبة، الذي تم استدعاؤه من طرف الشرطة القضائية للاستماع له حول تورط بعض رؤساء فرق في اغتصاب القاصرين داخل مدارس تابعة لنواديهم.
إن جرأة عضو المكتب التنفيذي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عبداللطيف العافية قد أماطت اللثام نسبيا على “طابو” “البيدوفيليا” الذي يزحف في صمت بمدارس كرة القدم بطنجة دون الحديث عن باقي القطاعات و المجالات الأخرى، التي أسالت الكثير من المداد، تورط فيها أجانب و مغاربة قد عرف بعضها الطريق إلى المحاكم بإصدار أحكام إما بالإدانة أو البراءة !!! في حين البعض الآخر عرفت تقديم تنازلات عن الدعاوي من طرف ذوي الضحايا، إما عن طريق ممارسة الضغط عليهم أو استغلال حاجتهم إلى المال.
“لاكرونيك” حاولت تقريب القارئ من هذا “الطابو” المسكوت عنه، سيما في ظل ارتفاع بعض الأصوات المنددة بتنامي هذه السلوكات الشاذة رغم الإجراءات و المساطر القانونية المجرمة لهذا الفعل الشنيع، و ذلك من خلال استقراء رأي الشارع في هذه الفضيحة التي فجرها رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، عبداللطيف العافي,، حيث أجمعت كل الشهادات على ضرورة إنصاف الضحايا و معاقبة الجناة بأقصى العقوبات حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر.
حكيمة (مسيرة شركة) قالت إن جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال يجب أن يكون فيها القضاء صارما في أحكامه، بإنزال اشد العقوبات على المتورطين في هذا النوع من القضايا، لأنها باتت قضايا رأي عام وليست قضايا شخصية.
وبالنسبة لتصريحات رئيس عصبة الشمال بخصوص ما يحدث بمدارس كرة القدم المحلية من اعتداءات جنسية على الناشئين، يجب أن لا يمر مرور الكرام، لأن الهدف الأسمى من إحداث ملاعب القرب و تسليمها للجمعيات الرياضية كان الغاية منه هو إيجاد فضاءات سوسيورياضية يتم فيها تأطير هؤلاء الأطفال للحيلولة دون وقوعهم فريسة لمروجي المخدرات و التشرد.
البشير (لاعب سابق) يرى أن استغلال الأطفال جنسيا بنوادي كرة القدم ليس وليد اليوم، بل إن هذا الأمر يعرفه القاصي و الداني بطنجة، حيث كان ذلك سببا كافيا لعزوف العديد من المواهب الكروية عن الانضمام للفرق المحلية خوفا على مصيرهم و مستقبلهم، في ظل تواطؤ بعض المسيرين و المؤطرين في التستر على مثل هذه الجرائم الجنسية في حق هؤلاء الأطفال الذين يعانون أصلا من هشاشة اجتماعية و مالية، لذلك لا ينبغي حجب الشمس بالغربال.
بلعربي ( متتبع للشأن الرياضي المحلي) يؤكد على أن استدعاء الأمن للمشتبه بهم باغتصاب الأطفال للتحقيق معهم هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن يجب الاعتراف أن الكثير من ضحايا هذه الاعتداءات الجنسية يلتزمون الصمت خوفا من الفضيحة، لذلك يدعو المتحدث ذاته الجهات القضائية بطنجة إلى فتح خط هاتفي ساخن لتشجيع الضحايا للبوح و تقديم شكاياتهم ضد هؤلاء الذئاب البشرية التي تتربص بأطفالنا حتى لا تظل بمنأى من العقاب نسبيا، مع يقينه التام أن هذا الأمر يمكن أن يكون في أحيان كثيرة صعبا على الأطفال.
طه ( فاعل سياحي) بدوره شدد على أن الفضيحة التي فجرها رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، عبداللطيف العافي، لا تقتصر على المجال الرياضي فحسب، بل تطال مجالات أخرى تتقاطع فيما بينها في عملية تأطير الأطفال، لذلك فالسؤال المطروح هو كيف استطاعت هذه الشبكة من المنحرفين و المرضى النفسانيين أن تخترق لعبة كرة القدم و تتربص باللاعبين الناشئين بنوادي طنجة؟ ثم كيف استطاع هؤلاء المنحرفون أن يتمادوا في ارتكاب جرائمهم بمنأى عن أعين آباء الضحايا؟ ثم ما هي نوعية المساعدات التي يمكن أن يتم تقديمها لضحايا الاعتداءات الجنسية؟
عبدالنور (طالب جامعي) يرى أن الفضيحة التي اهتز لها الرأي العام المحلي مؤخرا ما هي إلا تحصيل حاصل لما يدور في هذا المحيط فما خفي كان أعظم. لكن تخوف المتحدث ذاته هو أن يكون إثارة هذه الفضيحة في هذا التوقيت ما هي إلا مطية لتصفية حسابات شخصية بين بعض الأطراف الذين تضررت مصالحهم المادية على إثر التشكيك في بعض مشاريعهم الكروية المربحة في عملية انتقاء اللاعبين من طرف فرق اسبانية ستحل بمدينة طنجة في القادم من الأيام.
وتبعا لذلك يتابع المتحدث ذاته أن صحوة ضمير رئيس عصبة الشمال لكرة القدم في محاربة ظاهرة “البيدوفيليا” بنوادي كرة القدم المحلية يجب أن لا تكون مرتبطة بأية أجندات، لأن حماية الأطفال من الاعتداءات الجنسية فوق كل اعتبار.
عبدالمنعم (مسير رياضي سابق) يعي جيدا الانعكاسات السلبية لتصريحات رئيس عصبة الشمال لكرة القدم على الرياضات الجماعية بطنجة، لأن هذه الفضيحة ستساهم بشكل كبير في عزوف العديد من الآباء في الإقبال على انخراط أبنائهم بالمدارس الكروية المحلية، و بالتالي فالتدقيق في سيرة المدربين و المشرفين لا يكفي وحده، بل يجب تضافر جهود جميع المتدخلين في الشأن الرياضي بأن يتدارسوا ما يجب اتخاذه من إجراءات وتدابير تضمن أن أطفالنا لا يدربهم و يشرف عليهم إلا أشخاص يحرصون أشد الحرص على حمايتهم من كل مكروه.