طنجة: أظرفة و طوابع بريدية في عملية التسجيل الأولي للتلاميذ.. في عز التطور الرقمي
عبدالله الغول
للأسف، يمكن “تقييم” حجم وكيفية إدماج التكنولوجيا فيالعملية التعليمية بالمغرب بكل بساطة، بوجود أو غياب جهازdata show داخل المؤسسات التعليمية لنقول أن إدماج هذهالتكنولوجيا داخل المؤسسات التعليمية بالمغرب يلخص صورةقاتمة سوداء ومعاكسة لكل طموحات إدماج وسائل التكنولوجيافي العملية التعليمية التربوية في المغرب وخاصة في عمليةالتسجيل الأولي. فحتى في عز جائحة انتشار فيروس كورونا،مازال الآباء وأولياء الأمور مطالبين بإحضار وسائل تقليديةمتلخصة في “ظرفين عاديين متنبرين وظرف واحد مضمون وملفأخضر وبطاقة خضراء وبطاقة الغياب ومن 3 إلى 5 صورفوتوغرافية“. وكأننا مازلنا عالقين في التسعينات، وكأن الثورةالرقمية والتكنولوجية لم تبلغ بعد أبواب وزارة التعليم.
يبدو أن الشعارات الكبيرة لإصلاح نظام التعليم، وإلحاقالوسائل التكنولوجية الحديثة بالعملية التعليمية مازالتشعارات جوفاء، فنراها تغيب حتى في تنزيل إجراءات صغيرةوبسيطة تعكس الرغبة في التغيير ولو في حده الأدنى، فتحقيقالأهم يبدأ بالحصول على أقل أهمية منه. نقول هذا الكلام بحرقةونحن نرى كيف أن بعض الولايات في ألمانيا –مثلا– قامت بدمجمناهج التربية والتعليم في الفيسبوك والتويتر. نقول هذا الكلامبأسى ونحن نرى كيف أن تركيا التي كانت مهددة بأزمة تعصفبالدولة ككل نجدها اليوم توزع أجهزة الأيباد على التلاميذ فيالمدارس الابتدائية.
وكعادتنا في جريدة لاكرونيك، شاركنا بعض آباء وأولياء أمورتلاميذ مؤسسات تعليمية مختلفة، إذ أن الأمر يمسهم بالأساس. وننقل لقرائنا الكرام وجهات نظرهم وآراءهم.
محمد م. أب لثلاثة أطفال في مستويات تعليمية مختلفة يقول، أنلوازم التسجيل تكلفه كل سنة حوالي 200درهم تنضاف على مبلغالتأمين وجمعية الآباء وغيرها. ويضيف محمد متسائلا، أليس منالسهل جعل عملية التسجيل إلكترونية فقط، فما دور مشاريعإدماج وسائل تكنولوجية حديثة صرف عليها ملايين الدراهم إن لمتستطع الوزارة حتى توفير منصات إلكترونية للتسجيل الأوليللتلاميذ.
كريم أ. أب لتلميذة بالمستوى الابتدائي، أخبرنا أن نجاح إدماجتكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم رهين بانخراط هيئةالتفتيش والهيئة الإدارية في هذه العملية، والذين جلهم لا يحسناستعمال وسائل التكنولوجيا ولا يفقه فيها شيئا. ويأتي بعدهمالمديرون الذين لا يعون أهمية استعمال هذه التكنولوجيا فيالتعليم بدليل أنهم يحتفظون بالتجهيزات الإلكترونية التي وزعتعلى المؤسسات مقفلا عليها في قسم واحد خوفا من ضياعهاوالتي تضيع في نهاية المطاف بسبب عدم استعمالها.
نوال ت. أم لتلميذ بالمستوى الأولي، تقول بدورها أنها تستغربمن طلب نفس لوازم التسجيل هذه السنة وكأن الأظرفة والصوروغيرها لا تعد ناقلة لفيروس كورونا، فإن كانت الوزارة الوصيةغير قادرة على تنزيل مشروع تسجيل التلاميذ عن بعد عن طريقمنصة إلكترونية، فكيف ستستطيع تنزيل مشروع تعليم عن بعدناجح، “الحاصول وزارتنا لازالت عالقة في زمن عبد الحليموالأبيض والأسود“.
ومن جهته قال سعيد د. أب لأربعة أطفال يدرسون في مستوياتمختلفة، أن أتعاب التسجيل الأولي تكلفه سومة كراء شهر بحاله. متسائلا عن سبب تسجيل أطفاله في صفوف الدراسة مرتين،فالمرة الأولى قام بذلك إلكترونيا ثم كان عليه إعادة تسجيلهم فيالمؤسسة وتقديم لوازم التسجيل لإدارة المؤسسة، أفما كان منالأسهل الإبقاء على التسجيل الإلكتروني فقط تخفيفا لعبئالدخول المدرسي على المواطن البسيط الذي يعاني الأمرين بسبب الجائحة.