وثائق سرية للمخابرات الأمريكية.. هكذا اتفق الملك الراحل الحسن الثاني وخوان كارلوس على المسيرة الخضراء بوساطة من أمريكا
قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA”، برفع السرية عن عدد من الوثائق التي تكشف الأسباب التي دفعت إسبانيا للتخلي عن الصحراء التي كانت تحتلها، وتسليمها للمغرب ضمن اتفاق سلمي.

وتشير الوثائق أن الملك الإسباني السابق خوان كارلوس الذي كان لا يزال أميرا آنذاك كان “مخبرا مفيدا” بالنسبة إلى الأمريكيين، إذ كان يزود السفير الأمريكي ويلز ستابلر بمعلومات ذات قيمة كبيرة.
كما تفيد الوثائق أن خوان كارلوس وافق على التنازل عن الصحراء مقابل ضمان دعم أمريكا له ليصبح ملكا، حيث كان الأمريكيون يعتبرون الصحراء ذات قيمة استراتيجية كبرى، وهكذا قامت الاستخبارات الأمريكية بإطلاق برنامج سري سنة 1975 بهدف انتزاع الصحراء من إسبانيا.

وهنا سيبرز دور خوان كارلوس، حيث قام بتزويد ستابلر بمعلومات دقيقة عن جميع التحركات التي كان فرانكو ينوي القيام بها في الصحراء، وكان ستابلر على اتصال مباشر بهنري كيسينجر وزير الخارجية .
في 31 أكتوبر 1975، تولى خوان كارلوس القيادة بالنيابة عن فرانكو المريض، وكانت المسيرة الخضراء إحدى أبرز التحديات المطروحة أمامه، وفي أول مجلس وزراء ترأسه قال خوان كارلوس أنه سيتولى أمر الصحراء بنفسه.
أرسل خوان كارلوس مانويل برادو، أحد مقربيه إلى واشنطن لتلقي الدعم الأمريكي وتجنب الصراع مع المغرب، ما قد يهدد بالتالي أحلامه في الوصول إلى العرش.
وهكذا، وبتوسط كيسنجر لدى الحسن الثاني تم توقيع الإتفاق السري الذي ستتخلى بموجبه إسبانيا عن الصحراء.

في 2 نونبر سافر خوان كارلوس إلى العيون وخطب في الجنود قائلا : “سيتم عمل كل شيء حتى يحافظ الجيش على شرفه ومكانه، إسبانيا لن تتراجع وستحترم التزاماتها.. لا تشكوا في أن قائدكم سيكون معكم جميعا هنا حالما ستطلق أول رصاصة” ، لكن هذا الخطاب الحماسي لم يكن سوى ذرا للرماد في العيون لأن الاتفاق كان قد وقع فعلا.
“مدريد والرباط اتفقا على أن لا يدخل المتظاهرون سوى بضعة كيلومترات داخل الصحراء الإسبانية وسيبقون لفترة قصيرة على الحدود حيث لا تتواجد قوات إسبانية.. وسيسمح الأمير بدخول وفد من 50 مغربيا إلى العيون” ، قال السفير الأمريكي في إسبانيا متحدثا مع إدارة حكومته في واشنطن قبيل المسيرة الخضراء.