تشكل شبكات ومنصات التواصل ، عنصرا خطيرا ، في كل عمليات الشحن التي تتعرض لها المجتمعات ، و تتبع دقيق لهذه الشبكات ، يمكن من كشف عمليات التحريض و الشحن هذه ، في هذا الإطار ، لاحظت في المدة الأخيرة ، كثافة واضحة في عمليات نشر مواد لها علاقة بفئة مجتمعية هشة ، اللاجئون و المهاجرون من دول افريقيا جنوب الصحراء ، فيديوهات و صور ، بعضها صحيح و أخرى مفبرك و ثالثة مجتزأة ، مصحوبة بتعليقات منتقدة ، بعضها بشكل مغلف ، وأخرى تهاجم بعنصرية واضحة هذه الفئة ، بدعوى أنها ، تشكل خطرا على النسيج المجتمعي المغربي ، مستغلة تصرفات فردية ، و أخرى جماعية في سياق محدد ، للتدليل على هذا الخطر …
هذا التصاعد في التحريض و الشحن ضد هذه الفئة ، يجب أن يكون موضع دق لناقوس الخطر ، من طرف كل ذي عقل راجع في هذا المجتمع ، لأن ذلك هو فتح لباب خطير مجتمعيا لأسباب عديدة ، أولها وسم مجتمعنا بالعنصرية التي هو منها بريئ ، على الأقل الى حد اليوم ، نحن مجتمع مهاجرين ، و نعرف جيدا معنى العنصرية ، وما يتعرض له مهاجرونا في الخارج و لا يجب أن نستورد ما نرفضه ضد اخواننا ومواطنينا ، ثانيا هذه الفئة المستهدفة هي فئة هشة ، وتعاني في الأصل ، و تفر من واقع مأسوي ، نعرفه جميعا في بلدانها الأصلية ، ثالثا ، الهجرة من دول افريقيا جنوب الصحراء في اتجاه المغرب ليست حديثة بل هي تاريخية وهناك تمازج أصيل في مجتمعنا وهو أساس غناه ، رابعا هؤلاء في غالبيتهم ، يعتبرون المغرب ، بلد عبور ، و طبعا هذا لا ينفي أن هناك أخطاء و حتى جرائم فردية قد يرتكبها هؤلاء ، لكنها ليست مبررا و لا سببا للعنصرية و التعميم ، و الأخطاء هناك قانون و سلطات لمحاربتها ومعاقبتها ، و لا يجب أن ننسى أنفسنا ، فهؤلاء في النهاية ، اخواننا و أشقاؤنا في هذه القارة المظلومة ، فنحن جميعا أفارقة ، و واجب علينا في إطار التضامن و الإنسانية ، احتضان هذه الفئة بما استطعنا ، و تمكنا منه حفاظا على كرامتهم الإنسانية التي فروا من أجلها ومن أجل استعادتها ، فالحذر كل الحذر من السقوط في فخ الشحن العنصري ، وتجارب بلدان مغاربية ليست عنا ببعيدة ، والسلام