دوري تأهيل طنجة
محمد كويمن العمرتي
نعم طنجة تغيرت، وهناك أشياء جميلة تحققت، لا يمكن إنكار ذلك، كما هناك أشياء سلبية، لا يمكن التغاضي عنها أيضا، بل من الواجب تسليط الضوء عليها في سبيل مراجعتها وتصحيحها وعدم تكرارها، وإلا سنكرس ثقافة العبث في تدبير شؤون المدينة، فما تم إنفاقه على برامج التأهيل طيلة السنوات الأخيرة، يجعلنا نتساءل هل تأهلنا فعلا؟، أم لم نتجاوز بعد مرحلة الإقصائيات المؤهلة للدور النهائي؟، بعد مرور 15 سنة على إطلاق أول برنامج سنة 2005للتأهيل الحضري، دون تقييم حصيلة كل مخطط وفق مبدأ المساءلة والمحاسبة.
كانت البداية مع الوالي حلب ثم حصاد وبعده اليعقوبي وحاليا المهيدية، إلى جانب رؤساء مجلس المدينة من الدرهم إلى عبد المولى إلى العماري ثم العبدلاوي، أربعة ولاة وأربعة عمداء شاركوا في دوري تأهيل طنجة، وجميعهم لبسوا قميص المدينة ورفعوا شعار الدفاع عن مصلحة الفريق، وتنافسوا من أجل تسجيل أكبر عدد من الأهداف لحمل صفة أحسن هداف في تاريخ الشأن المحلي، لكنهم لم يبالوا بوضعيتهم في حالة تسلل عند محطات عديدة،ولم ينتبهوا لصفارة السكان، لأنهم كانوا ينزهون أنفسهم عن تلقي البطاقة الحمراء، بعدما اعتقدوا أنهم دخلوا التاريخ بالنتائج التي قدموها في ملعب بدون شباك، قبل أن يكتشفوا أنهم كانوا يلعبون بدون جمهور فقط كان هناك مشجعون من الكومبارس.
جميل أن تفتخر الولاية بحصيلتها وتفتخر الجماعة ومعها مقاطعاتها الأربع بحصيلتهم، والأجمل أن تكون هناك جرأة لدى الوالي للاعتراف بأخطائه، وتكون للعمدة القدرة على كشف نواقصه ومعيقاته في ممارسة اختصاصاته، وما الذي يمنعهما من تقييم برامج تأهيل المدينة وكشف سلبياتها قبل إيجابياتها، فكما يجب التنويه بالمنجزات يجب كذلك التذكير بالإخفاقات، وتحديد المسؤوليات، فلا يعقل عدم محاسبة أي مسؤول على قرارات كارثية اعتمدت في أوراش تهم تأهيل المدينة، ولا يعقل أيضا أن تصرف ميزانية ضخمة ولا يتم مساءلة من قاموا بصرفها على مزاجهم، والنتيجة مواصلة إجراء مباريات دوري تأهيل طنجة بنفس الطريقة، وإصرار الوالي والعمدة على عدم اللجوء إلى تقنية الفار لمراجعة أخطاء تحكيمية أساءت لتاريخ المدينة ومستقبلها، والعمل على إنصاف المتضررين منها، ولعلها مهمة الوزارة الوصية في لعب دور المراقب لفرض شعار القانون فوق الجميع كلما تم التلاعب بنتائج هذا الدوري منذ انطلاقته.