محمد الغول يكتب :”السياحةالداخلية المفترى عليها ؟!”
mohamed_elghoul@hotmail.com
كثرت في الأيام الأخيرة خرجات وزراء ومسئولين ، يتحدثون عن إنعاش وإنتعاش السياحة من تداعيات الجائحة و إنقاذها عبر السياحة الداخلية ، مؤكدين على إتخاذ قرارات لتحقيق هذا الغرض ، هنا لن أعلق على هذه القرارات و لا هذه التصريحات ، لكني سأحدثكم من واقع مدينة صغيرة ، يعيش ساكنتها على أمل موسم الصيف .
الأمر يتعلق بمدينة أزيلا ( أصيلة ) ، تلك المدينة الصغيرة جدا ، النائمة بوداعة على الاطلسي ، تنام في سبات يستغرق عدة أشهر من السنة مرغمة فلا نشاط ينشط بها حتى موسم الصيف ، حيث يستفيق مسئولوها كما ساكنتها على وقع تدفق الاف المواطنين المغاربة عليها من مختلف مناطق البلد لقضاء عطلة الصيف ، فينتعش الجميع ، تجارا و عمالا وفنادقا ومقاهي ومطاعم و أسواق و حتى مواطنين عادين يلجئون الى اكتراء بيوتهم للمصطافين ، فيكون مدخول الصيف لأغلبية ساكنة المدينة مدخرات يعيشون عليها بقية العام .
هذه المدينة ، هذه الايام تبكي كل متجول في أزقتها وشوارعها الفارغة ، مقاهيها ومطاعمها الموزعة بين مغلقة وفارغة ، شاطئها المغلق المتسخ ، الذي لم يكلف مسئولوا النظافة بالمدينة أنفسهم عناء تنظيفه ، ربما قالوا لمن ولماذا ؟، مجرد جهد مهدور ، أزقة المدينة القديمة بالكاد تذكرت و الصيف قد مضى نصفه سنتها الحميدة بتلك الجداريات الجميلة التي تميزها ، بازارات ومتاجر مغلقة و نصف مغلقة ، صمت قاتل يلف أغلب الأزقة ، غاب ضجيج التدافع ومطاردة مطاعم السمك للزبناء ، و سماسرة كراء البيوت للمصطافين بصلصلة حلقات المفاتيح التي تميزهم ، غاب كل شيئ يذكر بمدينة أصيلة الصيف ، وجوه ذلك النزر القليل من ساكنتها المنهكين على كراسي المقاهي الشعبية ، تقول ملامحهم كل شيئ بحزنها و نضرتها المنكسرة …بإختصار المدينة أكملت سبات الشتاء صيفا ، في آنتظار ماقد يأتي أو لا يأتي ، كان الله في عون أصيلة و أهلها.