يحلمون باللوائح الانتخابية في كل ساعة وحين، بالهم مشغول بالتزكيات الحزبية، همهم الوحيد موعد الانتخابات، لا يسألون إلا عن تشكيلة اللوائح، يفكرون ليل نهار في كيفية توزيع المقاعد الانتخابية، لا يقلقهم سوى فقدان حصتهم من وكلاء اللوائح، ويبحثون عن التمويل والممولين لتوفير مستلزمات الحصول على أصوات تضمن بقاءهم على قيد الحياة الانتخابية ولو على حساب حياة المدينة، التي يعدونها دائما بالدفاع عنها وحمايتها من أطماعهم، دون جدوى.
لم نسمع عن برنامج انتخابي واقعي من أجل مدينة طنجة، فقط يتسابقون في الأشواط الضائعة لمخاطبة جمهور الناخبين، بدعوى حرصهم على التواصل مع الرأي العام المحلي، لكن حديثهم لا يخلو من تصفية الحسابات وتبادل الاتهامات وتبرير ما لا يبرر في تغيير الألوان حسب المصالح والتستر على الفضائح باسم السياسة، التي لا تفرق بين الأغلبية والمعارضة، وتجعل من المصلحة العامة شعارا لحملة انتخابية عابرة، يلتقي بعدها “الخصوم” على طاولة التفاوض لتوزيع المقاعد، دون حياء، وكأن الذاكرة لا تصلح سوى للنسيان.
هناك من يصرون على الاحتفاظ بمقاعدهم الانتخابية، هكذا “صحة”، ويعتبرون سلطة المال والوصاية، المساند الرسمي لهم، وغير ذلك سوى تفاصيل صغيرة يتقاسمونها مع ناخبين فقدوا الثقة في أنفسهم قبل أن تكون لهم القدرة على منح الثقة لغيرهم، وآخرون في كل محطة انتخابية يشنون حربا ضد الفساد ويطلبون دعم الناخبين لمواجهة المفسدين، وبعد ذلك يصادقون على الهدنة مع الفساد بأغلبية مريحة، وينخرطون في البحث عن السلم والسلام مع من يشاركونهم في الاختصاصات من أجل مناصب ناعمة وتدوم أكثر.
ورغم أن عقود التدبير المفوض، جعلت المجلس الجماعي غير معني بالتسيير المباشر لجل مرافقه الحيوية، وميزانيته تتوسل الداخلية كل سنة لإنقاذها من العجز، واختصاصاته في مجال التعمير تحت المجهر، إلا أن هناك من يرون عكس ذلك أمام رغبتهم الأكيدة في تمثيل ساكنة هذه المدينة أحسن تمثيل، بشهادة المركز السنيمائي، خاصة بعدما صارت شهية الجميع مفتوحة على مصراعيها عقب سقوط القاسم الانتخابي وانهيار العتبة، في انتظار اغتيال النصاب القانوني ليكون مستقبل المدينة بمن حضر.