محمد الغول يكتب “أعراض الأزمة”
لا أدعي أني أمتلك أرقاما أو إحصائيات مدققة ، لكني لا أعتقد أني أحتاجذلك ، للتأكيد أننا نعيش أزمة حقيقية ، و هنا لا أتحدث عن الأزمة التييعرفها الجميع ، الأزمة الصحية العالمية بكوفيد 19 ، بل أتحدث عن أزمةأخرى مرتبطة بها ، أزمة اقتصادية و مجتمعية خانقة ، و أؤكد عليها لأنأعراضها واضحة في الشارع ، لا تخطئها العين المجردة .
حمى الأزمة الاقتصادية التي تنخر مجتمعنا ، لها أعراض واضحة أؤكد ،فمع طول زمن الأزمة الصحية و الإغلاقات المرتبطة بها ، تداعت عدد منالقطاعات ، خاصة الخدمات ، و التي تشكل لوحدها مصدر نسبة كبيرةومهمة من مناصب الشغل في هذا الوطن ، إضافة إلى القطاع المهيكل ،تواصل نسب البطالة ارتفاعها الصاروخي ، و التي تطال حتى القطاعالمهيكل نفسه ، فيوميا نسمع عن شركات تخلق أبوابها تاركة عشرات ومئاتمن العمال في الشارع ، هي أعراض واضحة ، لا يجادل فيها إلا مدعي ،لكن أعراضا أخرى لا تخفى عن المتتبع ، الأمر يتعلق بجحافل المتسولين فيشوارعنا ، نساء و أطفال و شيوخ و حتى شباب في عز شبابهم ، و الأخطرهذا الارتفاع الواضح في نسب الإجرام ، بمختلف أشكاله و أنواعه ، وخاصةالسرقة … هي أعراض كثيرة تؤكد خطورة الوضع ، و ضرورة الانتباه لما يقع، الشارع لم يعد يحتمل المزيد من الإغلاقات ، خاصة في مواسم الذروة والتي تشكل مصدر دخل لمئات ألاف الأسر التي يعمل أفرادها ضمنالقطاعات الغير مهيكلة و شبه مهيكلة ، الأزمة الصحية لا ينكرها أحد ، والجهود التي تقوم بها السلطات ، لا ينكرها الا جاحد ، لكن التداعياتالاقتصادية و الاجتماعية على الأسر المغربية ، و صلت مرحلة حرجة وخطيرة، لا ينكرها كذلك إلا مدعي و لا مبالي و متجاهل لسلامة البنيان المجتمعيلهذا الوطن ، فأعراض الأزمة واضحة تفقئ العين
محمد الغول
mohamed_elghoul@hotmail.com