الماء ، إشكالية تربية ، وعبث مسؤولين
محمد الغول
mohamed_elghoul@hotmail.com
الماء عَصّب الحياة ، ومادة حيوية لأي مجتمع ووطن ، مهما كثرت موارده منها، يظل يتعامل معها بحذر ، ويحافظ عليها ويحميها، لكن في مجتمعنا الأمرمختلف ، إهدار بدون قيود ولا حدود ، يشترك فيه المواطن العادي كماالمسئول .
أفراد المجتمع ، وخاصة في الحواضر و بدرجة أقل في البوادي ، لا يولون أيأهمية لهذه المادة الأساسية ، الماء ، رغم أن السنوات الأخيرة ، والتي كانأكثرها عجفاء ، أظهرت بوضوح خطورة الوضع المائي لهذا الوطن ، حيثعاشت وتعيش عدد من مناطقه فقرا مائيا مدقعا، دفع بالمواطنين للاحتجاجغضبا وطلبا للماء ، لكن ثقافة الإهدار مستمرة مع ذلك في منازلناومؤسساتنا و شوارعنا و مصانعنا و حتى في حقولنا …، عوضا عن ثقافةالاقتصاد و الحفاظ على مواردنا المائية المحدودة ، في ظل غياب إستراتجيةتربوية تحسيسية وتخليقية ، تربى النشئ و المجتمع ، وتنبهه إلى خطورةتصرفاته اللامسؤولة .
الأدهى والأمر في إشكالية تدبير الماء في هذا الوطن ، أن حتى من يفترضفيهم إعطاء المثال ، المسئولون يتصرفون مع هذه المادة الحيوية بمنطقالإفراط والتبذير ، في هذه المدينة ، بحت حناجرنا لسنوات ، ونحن نحذر منخطورة السقي العشوائي للمساحات المعشوشبة الشرهة للمياه ، دون أنيكلف أي مسئول نفسه الإصغاء ، وحتى بعد تنبيه الملك لخطورة الوضع منخلال ترأسه لاجتماع تدارس إشكالية الماء مؤخرا ، ظل الوضع على حالهفي هذه المدينة ، عبثية مطلقة ، و هي المنطقة التي أصبحت بحاجة لتحليةمياه البحر ، في وقت تتلقى فيه أكبر معدل تساقطات على المستوى الوطني .
الوضع المائي لهذا الوطن ، بلغ درجة الحرج ، بتراكم مواسم جافة ، في ظلمتغيرات مناخية قاسية ، من المتوقع أن تزداد سوءا ، و لذلك تداعيات خطيرة، ليس فقط على الماء الشروب ، بل على المستقبل التنموي لبلد عماد اقتصادهالفلاحة المسقية ، هذا الوضع أصبح يحتاج باستعجال ، إعادة المواطن كماالمسؤول النظر في اللامبالاة التي ظلت تطبع التعامل ، حتى اليوم ، مع هذهالمادة الحيوية ، الماء في هذا الوطن .