من أجل ” التصفية و الإبادة الجماعية و التعذيب و الاعتقال غير القانوني” : المحكمة الوطنية تستمع للمسمى ” غالي ” يوم فاتح يونيو إلكترونياً “عن بعد”
مدريد / لاريوخا : عبدالكريم المقدم
يمثل زعيم ميليشيات البوليساريو ” ابراهيم غالي ” ،صباح يوم الثلاثاء القادم ،” فاتح يونيو ” ، أمام قاضي المحكمة الوطنية في مدريد ، الدكتور سانتياغو بيذراز ” ، عبر تقنية الفيديو مدعوما بالمحامي المتخصص في القانون الجنائي الدولي و إجراءات التسليم “مانويل اولي سيسي ” ، وهو الحكم الذي تم تبليغه ل ” غالي ” يوم الثلاثاء المنصرم ، بعد فشل محاولة تهريبه عبر مطار عسكري ،من قبل أربعة جنرالات جزائريين .يوم الاثنين 25 من ابريل الجاري .
و ستكون محكمة ” لوغرونيو ” مسؤولة عن وساطة الاستماع لإبراهيم غالي ، وتنفيذ قرارات محكمة مدريد ،حيث يتابع في قضيتين ، الأولى تتعلق ،بأنه كان مسؤولا عن حملة للقضاء على النخب الصحراوية من أصل اسباني ، بهدف قطع الروابط بين القبائل و التحكم فيها ، وتجميع السلطة في يد قبايل أخرى موالية ل ” غالي ” .” التصفية و الإبادة الجماعية ”
أما القضية الثانية المتابع بها ،فتتعلق بشكاية المدون الاسباني ” فاضل بريكة ” ،الذي يتهمه باعتقاله غير القانوني و تعذيبه ، رفقة صحراويين آخرين .
و من الممكن أن توجه إليه تهمة التزوير ، بعد الإجابة على أسئلة القاضي ، لأن القاضي الاسباني بحوزته رسميا ، تقرير الشرطة ، الذي يؤكد ،بأن ” محمد بن بطوش ” هو نفسه ، إبراهيم غالي ،و بالتالي سيكون الاتهام الثالث ،” استخدام هوية مزورة ” .
و تجدر الإشارة إلى أن الجمعية الصحراوية ” ASADEDH ” ، راسلت في الأسبوع المنصرم المحكمة الوطنية ، من أجل سحب جواز السفر الدبلوماسي لغالي .
*صورة للصفحة الأولى من الشكاية :
محاولة تهريب ” بن بطوش ” عبر طائرة عسكرية جزائرية ، و تدخل الحكومة الاسبانية
في إطار استمرار الأزمة “الخانقة /العادية”بين المغرب و اسبانيا ،قامت الجهات الاسبانية، بتسريب #تقرير_خطير لوسائل الإعلام المحلية ، مرفوقة بمعلومات جديدة و حصرية ،وقعت أطوارها صباح يوم أمس الأول الاثنين ” 24 ماي 2021 “.
بمطار القاعدة الجوية العسكرية ” Base Aérea de Torrejón de ardoz “، على بعد 17,2 كلم من وسط العاصمة مدريد ، و الساعة تشير إلى الحادية عشرة و 54 دقيقة من صباح يوم الاثنين ” 11:54 “، حطت طائرة عسكرية ” 7T.WRP ” ، تابعة للقوات الجوية الجزائرية ، وهي طائرة ” هوكر بيتشكرافت ” B 350 ، فنزل منها سبعة أشخاص ،اللذين استقبلهم مسؤول عسكري اسباني عادي.
الساعة الواحدة و ثلاثة دقائق ، بعد الزوال،” 13:03 ” ،أقلعت الطائرة الجزائرية ،في اتجاه. غرب البحر الأبيض المتوسط.بمن جاء على مثنها !
صحيفتا “el Español و vozpopuli “،و غيرهما المقربين من الجيش الاسباني ومخابراته ،نشرت في اليوم الثلاثاء تقارير عن هذه الطائرة الجزائرية ، و تساؤلات منها :
ما علاقة هذه الطائرة بالمتهم ” إبراهيم غالي. “،الذي رفض توقيع ،إيصال استدعاءه أمام المحكمة الوطنية،لجلسة يوم فاتح يونيو المقبل ،مكتفيا بتصريح للضابط الاسباني قائلا :
” احتاج لوقت كافي. لكي استشير القنصلية الجزائرية بمدريد و المقربين له ”
من كانت تحمل و ” تفعل ” هذه الطائرة العسكرية ،التي بقيت في مدريد مدة ساعة من الزمن فقط. ؟
الصحف الاسبانية المذكورة، قالت بأن وفدا عسكريا جزائريا حضر بجدول أعمال للقاء ممثلي القوات المسلحة الاسبانية ،و أكد ممثل الحكومة الاسبانية. أن حكومة” سانتشيز ” لا علم لها بأسباب الرحلة ،فعادت من حيث أتت و على مثنها أربعة جنرالات جزائريين ،منهم نائب المدير التنفيذي. ” DRS “، الذي خطط لدخول زعيم ميليشيات البوليساريو لإسبانيا عبر مطار ” سرقسطة ” العسكري .خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل المنصرم .
مصادرنا المغربية من قلب العاصمة الاسبانية، تقول بأنه تم إعداد مخطط آخر ،لتهريب ” إبراهيم غالي “،من المستشفى ” لوغرونيو “،عبر أحد المطارات العسكرية. الاسبانية. ،قبل يوم فاتح يونيو المقبل ، حتى لا يضطر القاضي المكلف بحجز جواز سفره. بقوة القانون ” يعني فضيحة ” بين اسبانيا و الجزائر .
لكن يبدو أن حكومة ” سانتشيز “فطنت ،أو قدرت عواقب هذه ” التخريجة العسكرية ” ، فنفت نفيا قاطعا أن تكون للقوات المسلحة الاسبانية موعد عمل مع نظيرتها الجزائرية ، لذلك عادت الطائرة الجزائرية ” اللغز ” الذي حير وساءل الإعلام الاسبانية.إلى الجزائر العاصمة ،تاركة من وراءها تساؤلات و ألغاز (هذه المرة ) لوسائل الإعلام الاسبانية .
و كان “بيدرو سانتشيز” ،قد أسر لمقربيه في الحزب العمالي الاشتراكي،بشكل غير رسمي ، بأنه غير مسؤول عن هذه الأزمة مع المغرب ،مشيرا في نفس الوقت إلى مسؤولية جهاز الاستخبارات العسكرية ،وهو نفس الشيء الذي حذر منه ،في بداية الأزمة ،وزير الداخلية الحالي “مارلاسكا “في جلسة المجلس الحكومي،و أعاد التحذير للحكومة وزير الداخلية السابق ” روباكابا”.
لكن صحف المعارضة،أجابت ” سانتشيز “بشكل رسمي ،على أن إبراهيم غالي ، دخل اسبانيا ، ستة مرات في عهد حكم ” بيدرو سانتشيز ” !
أصل الحكاية :
أصل الحكاية يعود إلى يوم 17 أبريل 2021، حين توصلت السلطات الجزائرية ، بجواب الرفض من الحكومة الألمانية ، و عللت رفضها ،بأنها لا تريد مشاكل مع المغرب في هذه الظرفية بالضبط ، وأنها لن تستقبل ” إبراهيم غالي ” بمستشفى القاعدة العسكرية ” كولونيا ” من أجل استشفاءه .
صباح يوم الأحد المنصرم ” 18 ابريل”، نزلت طائرة عسكرية جزائرية بمطار ،و على مثنها ” غالي ” مرفوقا بشخص واحد ، قيل بأنه من عائلته ، حيث هبط من الطائرة الطبية مستأجرة من دولة الجزائر ، ليتم نقله على وجه السرعة من مدينة ” سرقسطة “،على مثن سيارة الإسعاف تابعة لشركة :riojano health service، ووصل المستشفى في حالة خطيرة.
غالي استقبله أطر مستشفى” سان بيدرو” الواقع بمدنية ” لوغرونيو ” شمال اسبانيا ، على أنه مصاب بفيروس كورونا ،و سجل باسم محمد بن بطوش “،حسب ما أفادت به المكلفة بقسم التسجيل هاتفيا:941.29.80.00 ، ليتم إسعافه بتدخل أطباء ،وصلوا للتو” ثلاثة أطباء” .
أمام صمت الحكومة الاسبانية ، ونفي الحكومة الجزائرية ، القضاء يتحرك
أمام صمت أعضاء الحكومة الاسبانية ، ونفي الحكومة الجزائرية عن تواجد ” غالي ” ، باسبانيا ، أطلت وزيرة الخارجية الاسبانية ، بجواب يتيم ،يقول ” نعم اسبانيا ، استقبلته ، من أجل هدف إنساني ” ، ولم يتجرأ أي مسؤول حكومي أن يزيد عن هذا الجواب .
و تحركت الجمعيات الصحراوية لاستئناف إجراءاتها ضده ، و راسلت المحكمة الوطنية العليا ، من أحل مباشرة المسطرة القانونية ، التي تعثرت خلال سنوات 2007 و 2016، بسبب عدم تواجده داخل التراب الوطني ، خلال هذه المدة ، وهي كذبة سياسية ، حيث فضحت المعارضة رئيس الحكومة ، وقالت رسميا ،بأن ” غالي دخل اسبانيا 6 مرات سرا في عهد حكومة ” سانتشيز ” !
القاضي ” سانتياغو ” ، يأمر الشرطة ، بالتأكد بأن ” محمد بن بطوش ” هو إبراهيم غالي ؟
يقول التقرير : ” زوال يوم 5 ماي الجاري ، وصل الضابط الاسباني ،لمستشفى ” سان بيدرو ” لاريوخا ، المكلف من قبل قاضي محكمة التعليمات رقم 5 ، التابعة للمحكمة الوطنية ،للتأكد من أن محمد بن بطوش هو نفسه المسمى ” إبراهيم غالي ” ،زعيم ميليشيات البوليساريو،فقابل الدكتور المكلف بوحدة العناية المركزة،و أطلعه على المهمة القضائية التي أتى من أجلها للمستشفى ، فتأكد الضابط الاسباني ، من خلال الوثائق التي حصل عليها،بأن محمد بن بطوش ،هو نفسه ،إبراهيم غالي،بعد إجراء “تجربة البصمات “.لأن هوية غالي موجودة في سجلات الشرطة الوطنية الاسبانية منذ 1972.
الطبيب المكلف أفاد ضابط الشرطة ،بأن ” غالي ” يعاني من المضاعفات التنفسية الحادة، والتهاب رئوي ثنائي معقد ،بسبب اعتلال الأعصاب ،و أنه. يستحيل مثوله أمام القاضي. في جلسة يوم فاتح يونيو بمدريد ، و اقترح عليه نقله للمحكمة بواسطة سيارة الإسعاف .
و يقول تقرير الشرطة الاسبانية “DGP “،الذي توصل به القاضي المكلف يوم 7 من ماي الجاري ،بأن غالي أو محمد بن بطوش، المزداد يوم 19 دجنبر 1950،دخل اسبانيا يوم 18 ابريل،على الساعة العاشرة و 45 دقيقة ليلا،عبر مطار عسكري ” بتعليمات “،يجهلها الضابط الاسباني،بدون جواز سفر و جنسية غير معروفة.
وكان رفقته، طبيب جزائري معروف كأحد رجال المقاومة الجزائريين ،يسمى “محمد الصغير النقاش “،و شخص ثاني قيل له بأنه أحد أفراد عائلة غالي.
دخل الضابط الاسباني لقسم وحدة ” ICU ” بمستشفى لاريوخا ،لزيارة إبراهيم المريض و استكمال باقي الإجراءات ، حيث أخبره،بأنه مطلوب من طرف قاضي المحكمة الوطنية للاستماع إليه،بخصوص عدة شكايات تقدم بها ضده مواطنون إسبان، تم تعذيبهم و تشريد أسرهم في منطقة” تندوف”، وحالة اغتصاب واحدة.
و أخبره الضابط بضرورة التوقيع على محضر الإخبار بالحضور، فرفض. زعيم ميليشيات البوليساريو ، قائلا له،بالحرف ، كما جاء في التقرير. الذي وصل المحكمة يوم 7 ماي 2021:
” احتاج إلى عدة أيام للتشاور مع السفارة الجزائرية و الأشخاص اللذين أثق بهم و طبيبي الخاص ” محمد الصغير النقاش”
فختم الضابط الاسباني تقريره،مشيرا فيه أن “إبراهيم غالي “رفض التوقيع على الاستدعاء من طرف المحكمة الوطنية للمثول أمامها يوم فاتح يونيو 2021.
و في غياب هوية المرافق الثاني لغالي ،اكتشفت وسائل الإعلام من. ” لاريوخا “بأن الذي ادعى بأنه طبيبه الخاص ، هو شخصية جزائرية معروفة. ، كطبيب مختص ، توفي بالجزائر يوم 29 ماي 2010، أي قبل 11 سنة، الدكتور محمد الصغير النقاش ، رحمة الله عليه،كان يتمتع بسيرة مهنية بجامعات الطب الاسبانية، فترى من هو هذا الطبيب الجزائري ؟
عميل المخابرات الاسبانية منذ 1972
مصادرنا التاريخية ، تقول ،بأن إبراهيم غالي ،حضر لقاء مع جنرال الصحراء آنذاك ” فيديريك جوميز دي سالازار” رفقة كل من الوالي. و محفوظ علي بيبا و التاقي غالي، يوم 22اكتوبر 1975 ، للتفاهم عن إنهاء المقاومة ، وتأسيس حزب سياسي مناهض للمغرب، و اتفقوا على موعد 29 أكتوبر من نفس السنة، أي بعد أسبوع من اللقاء الأول . من أجل استئناف ” الحوار “، بمفهوم ذلك الوقت.
في اللقاء الثاني لم يحضر إبراهيم غالي فيما حضر رفاقه مع نائب الجنرال ، لأنه كان بمنزل الجنرال ” سالازار “يتفق معه سرا على توجه ثاني ،كان يرفضه الوالي و رفاقه.كإنشاء دويلة تتمتع بالحكم الذاتي تابعة لإسبانيا .
فتم تخصيص راتب شهري لإبراهيم غالي من صندوق المركز الأعلى لمخابرات الدفاع ،الذي كان يؤسسه الجنرال ليصبح إسمه بعد ثمانية أشهر”CSID “،فبقي الرجل وفيا لتوجهه كعميل للمخابرات الاسبانية،يخدم “قضيته “،كما خاطب هو بنفسه جنرال جزائري سنة1989،حين اعترضت الجزائر على تعيينه ” كقائد عسكري “للمنطقة الثانية، لأن ” البوليساريو ” تدار من قبل ” عسكر الجزائر ” و المخابرات الاسبانية، التي “احتضنته “كسفير”سنة 1999،لمدة 10 سنوات.وهو ما يفسر التجاء كل ” الصحراويين الراغبين ” في الحصول على الجنسية الاسبانية أو بطاقة الإقامة بدون عنوان ،إلى خدمات فريق ” غالي ” المتخصص في الشؤون الاسبانية، وكانت الشرطة الاسبانية ” قسم الهجرة “قد توصلت بمذكرة في دجنبر 1990،تثير انتباههم بضرورة الإسراع بتسوية وضعية الصحراويين ، رغم عدم الإدلاء ببعض الوثائق ” الضرورية “.
لذلك لا يمكن لأي حكومة اسبانية أن تتعرض لمصالح مخابراتها الممتدة ل 45 سنة،و هي التي أخرجت ” بالفن ” النائب الثاني لرئيس الحكومة الاسبانية ، تحت ذريعة “حكم مدريد ” من طرف اليسار،في انتخابات 4 ماي ، التي كانت محسومة نتائجها لفائدة ” ايوسو “من الحزب الشعبي ، الذي يفهم جيدا مثل هذه ” الأهداف ” التي لا يصرح بها و لا تقال علانية .